ريال اليمن بين عدن وصنعاء يشهد فارق سعر جنوني يؤثر على الاقتصاد والمعيشة؛ إذ بلغ سعر الدولار في عدن 1625 ريال مقابل 537 ريال في صنعاء، ما يعكس أزمة مالية حادة في البلاد
تباين أسعار العملات في اليمن وتأثير ريال اليمن بين عدن وصنعاء
شهدت الأسواق اليمنية خلال تعاملات يوم السبت اختلافًا مذهلاً في سعر صرف العملات، حيث ارتفع سعر الدولار في عدن إلى 1625 ريالًا يمنياً مقابل 537 ريالاً في صنعاء، بفارق يصل إلى 200%، مما يعني أن المواطن اليمني يحتاج إلى ثلاثة أضعاف المال ليتمكن من شراء نفس السلع بمجرد تنقله بين المدينتين؛ وهذا التباين القوي في سعر السوق يؤثر سلبًا على قدرة الأسر والتجار على التخطيط المالي بشكل مستقر. بنفس السياق، تقلص سعر الريال السعودي من 425 ريالًا في عدن إلى 140 ريالًا فقط في صنعاء، وهو فارق مدهش يقارب 285 ريالاً، الأمر الذي يزيد من حالة عدم اليقين ويخلق عبئًا مضاعفًا على القطاع التجاري والعائلات على حد سواء؛ فطبقًا لروايات التاجرة فاطمة من عدن، تتغير الأسعار بشكل مستمر، مما يضاعف من معاناتها في إدارة محلها التجاري.
الأزمة الاقتصادية العميقة وأثر ريال اليمن بين عدن وصنعاء على القطاع الاقتصادي والاجتماعي
يمثل تباين سعر الريال اليمني بين عدن وصنعاء انعكاسًا لعمق الأزمة الاقتصادية التي مرت بها اليمن منذ عام 2014، حيث انعكست الحرب المستمرة وتعدد البنوك المركزية على خلق عملتين مختلفتين داخل بلد واحد، مما أوجد انقسامًا ماليًا حادًا أصاب الاقتصاد بالشلل. وفقًا لتحليل د. علي، خبير النقد في جامعة عدن، فإن حالة التجزئة هذه تشبه الأزمة التي مرت بها ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى ولكن الاختلاف يكمن في أن الانقسام الحالي اقتصادي بحت، مما أكد على أن الحصار الاقتصادي وانخفاض إنتاج النفط وانقطاع رواتب الموظفين كانت من العوامل الرئيسة التي أدت إلى هذا الانهيار المتسارع. في ظل هذه الظروف الصعبة، باتت العائلات اليمنية تواجه صعوبات بالغة في توفير أدنى متطلبات الحياة كالدواء والغذاء، وسط تقاعس في الالتزام بدفع الإيجار لدى موظفي الدولة. هذه التحولات أدت إلى توقعات قاتمة ترتكز على ازدياد معدلات الفقر، تصاعد النزوح الداخلي، وانهيار الطبقة المتوسطة، وصبّت أصوات الغضب في الأسواق وسط صمت المسؤولين عن هذه الأزمة المتفاقمة.
| العملات | سعر الصرف في عدن (ريال) | سعر الصرف في صنعاء (ريال) |
|---|---|---|
| الدولار الأمريكي | 1625 | 537 |
| الريال السعودي | 425 | 140 |
المخاطر المستقبلية لريال اليمن بين عدن وصنعاء والحلول المقترحة
يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا: إلى متى يمكن لريال اليمن بين عدن وصنعاء أن يتحمل هذا الاختلاف الكبير في الأسعار والضغوط الاقتصادية؟ فالوقت يداهم الاقتصاد اليمني الذي يكاد ينهار تحت وطأة الفجوة الهائلة بين العملتين والحصار المستمر، مما قد يؤدي إلى تحوّل الأزمة إلى كارثة إنسانية تهدد نسيج المجتمع اليمني. ينصح محمد الصراف، تاجر العملة، المواطنين بتجنب الاحتفاظ بالريال اليمني، والاستثمار بدلًا من ذلك في أصول أكثر استقرارًا كالذهب، في محاولة للحفاظ على مدخراتهم من التآكل السريع للقيمة الشرائية. وفي ظل غياب تدخّل واضح من السلطات المحلية، يبقى الدور الأكبر على المجتمع الدولي ليمارس ضغوطًا عاجلة تمنع تفاقم الأزمة وتبحث حلولًا تحمي الاقتصاد والمواطن على حد سواء.
- ضرورة دعم الاستقرار النقدي ومراجعة السياسات المالية
- إنهاء تعدد البنك المركزي لتوحيد العملة
- تقديم مساعدات إنسانية فورية للعائلات المتضررة
- تشجيع عمليات الاستثمار في أصول آمنة كالذهب
