ارتفاع سعر الفضة يثير التساؤل: هل تحولت إلى الذهب الجديد؟

الارتفاع القياسي في أسعار الفضة وأثره على العملات التذكارية الألمانية

في ظل الارتفاع الكبير في أسعار الفضة، أعلنّت وزارة المالية الألمانية إلغاء إصدار عملة فضية تذكارية بمناسبة عيد الميلاد وأخرى إحياءً لقطارات المونوريل؛ بسبب عدم جدوى إصدار هذه العملات اقتصادياً بعد وصول سعر الفضة إلى مستويات قياسية تخطت القيمة الاسمية للعملتين بنسبة كبيرة، ما يُشير إلى تأثير ارتفاع أسعار الفضة على العملات التذكارية الألمانية بشكل مباشر.

الارتفاع الحاد في أسعار الفضة وتأثيره على العملات التذكارية الألمانية

بلغ سعر الفضة في أكتوبر 53 دولاراً للأونصة، وهو ما تجاوز القيمة الاسمية للعملتين الفضيتين الألمانيّتين بفئتي 20 و25 يورو بشكل ملحوظ، مما دفع وزارة المالية إلى إعلان إلغاء إصدار تلك العملات التذكارية؛ حيث لم يعد إصدارها يحمل أي جدوى اقتصادية. واستمر سعر الفضة في الارتفاع، حتى بلغ 63.86 دولاراً للأونصة الأسبوع الماضي، ما يقارب ضعف سعرها قبل عام، ويأتي هذا الارتفاع بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي تخفيض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس. هذه الزيادة تفوق ارتفاع الذهب لهذا العام بنسبة 60%، رغم أن الذهب يحظى باهتمام أكبر عادة، والجدير بالذكر أن هذا الارتفاع غير المعتاد في أسعار الفضة لم يصحب بتراجع في أسواق الأسهم أو السندات، ما يجعل الوضع الحالي فريداً وينذر بتحولات محتملة.

العوامل التي تقف وراء ارتفاع أسعار الفضة وتداعياتها على الأسواق والعملات التذكارية

يرجع السبب وراء هذا الارتفاع في أسعار الفضة إلى مزيج من عوامل الخوف والطمع، بالإضافة إلى زيادة التمويلات، فشهد الطلب الصناعي على الفضة نموًا ملحوظًا العام الماضي، خاصة من قطاعات السيارات الكهربائية ورقائق الحوسبة، مما أدى إلى تقصير المعروض أمام الطلب، لا سيما مع عدم القدرة على زيادة الإنتاج بسرعة. وفوق ذلك، صنّف البيت الأبيض الفضة كسلعة استراتيجية، مما أثار مخاوف من فرض تعريفات جمركية جديدة، وهو ما دفع الشركات الأميركية إلى تكديس الفضة، الأمر الذي زاد من نقص العرض عالمياً وخلق فجوات سعرية بين أسواق لندن ونيويورك، مستغلة من بعض الممولين. ويضفي هذا السيناريو تكرارًا لخلال مضاربي عام 1980، الذي شهد احتكار الأخوين هانت للسوق مع تداعيات مالية كبيرة.

تزايد الطلب الاستثماري على الفضة ودورها كوسيلة تحوط وسط تقلبات الأسواق العالمية

تُضاف إلى ذلك، دفعة هوس المستثمرين التجزئة بأسواق الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية، حيث دفع شعور الخوف من تفويت الفرصة (“فومو”) الكثيرين إلى المراهنة على الفضة التي تتمتع بأهمية عملية حقيقية خلافاً لكثير من الأصول المضاربية، مما أكسبها لقب “الذهب الجديد”. ويتزامن هذا مع خفض الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة، رغم ارتفاع التضخم فوق الهدف المحدد، مما يزيد قلق الهيمنة المالية وحاجات الحكومات لتخفيض الفائدة لتخفيف أعباء الديون، وعليه يتجه البعض لاستعمال السبائك كأدوات تحوط ضد التضخم أو التخلف عن السداد.

  • خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي
  • تزايد الطلب الصناعي على الفضة
  • تصنيف الفضة كسلعة استراتيجية
  • تكديس الفضة من قبل المستثمرين الأميركيين
  • تزايد الهوس بأسواق التجزئة والذكاء الاصطناعي
التاريخ سعر الفضة للأونصة (دولار)
أكتوبر الماضي 53
الأسبوع الماضي 63.86
قبل عام حوالي 32

لكن الأزمات المالية والقلق بشأن التضخم والتقلبات الحادة في السوق تدفع المستثمرين إلى توخي الحذر، خاصة مع سجل الفضة المتقلب الذي يجعله البعض يسمّيها “صانعة الأرامل” بسبب الخسائر الفادحة التي يمكن أن تسببها، كما حصل مع الأخوين هانت سنة 1980. ورغم ذلك، فإن السيولة العالية والشغف بالذهب الجديد، الفضة، مستمران وسط حالة عدم اليقين السياسية والاقتصادية، مما يجعلها محور اهتمام متزايد بين المستثمرين والمراقبين. ومن هنا، تبرز العملة الفضية التذكارية الألمانية التي لم تصدر كرمز لهذه الفترة المحفوفة بالتحديات والتقلبات بين التفاؤل والحذر في الأسواق العالمية.