الانخفاض الأخير في أسعار الذهب وأثره على مكاسب السوق
شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا في السوق الأوروبية يوم الجمعة، حيث تخلى المعدن الثمين عن ذروته التي استمرت سبعة أسابيع بسبب عمليات جني الأرباح والتصحيح، ما أدى إلى ضغط سلبي على الأسعار مع تعافي الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات العالمية. إلا أن الذهب يبقى على وشك تحقيق مكاسب أسبوعية إيجابية تدعمها نتائج اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، التي جاءت أقل تشددًا مما كان متوقعًا، ما يعزز فرص استمرار توجه المستثمرين نحو المعدن كملاذ آمن.
تغيرات أسعار الذهب في الأسواق الأوروبية وتأثير تعافي الدولار الأمريكي
تراجعت أسعار الذهب اليوم بحوالي 0.4% لتصل إلى 4264.77 دولار للأونصة، بعدما افتتحت التداولات عند 4280.46 دولار وسجلت أعلى مستوى عند 4282.44 دولار، في إشارة واضحة إلى عمليات جني الأرباح التي أعقبت ارتفاعات متتالية خلال الأيام السابقة. عند إغلاق التعاملات يوم الخميس، سجل الذهب ارتفاعًا بنسبة 1.25%، مع مكاسب يومية متتالية على مدار ثلاثة أيام، وتثبيت أعلى مستوى له في سبعة أسابيع عند 4285.93 دولار، مدعومًا بهبوط مؤشر الدولار الذي تأثر بالبيانات الضعيفة الخاصة بطلبات إعانة البطالة الأمريكية الأسبوعية. لكن، في يوم الجمعة، ارتفع مؤشر الدولار بحوالي 0.1%، داخل مسعى للتعافي من أدنى مستوى له خلال شهرين عند 98.13 نقطة، ما أضاف نوعًا من الضغوط على أسعار الذهب وجعل المستثمرين يترقبون بتمعّن تطورات أسعار الفائدة الأمريكية خلال 2026.
تأثير قرارات الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الذهب ومؤشر الدولار
تماشيًا مع التوقعات، خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليصل المستوى إلى 3.75%، وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر 2022، في ثالث خفض متتالي. جاء القرار بأغلبية 9 أصوات لصالح التخفيض، مقابل 3 أصوات معارضة؛ كما تباينت الآراء بين أعضاء المجلس بشأن اتساع الخفض، ما يعكس انقسامًا نسبيًا تجاه السياسة النقدية المقبلة. وأشار بيان السياسة النقدية الصادر عن المجلس إلى توسع النشاط الاقتصادي بوتيرة معتدلة، مع تباطؤ مكاسب الوظائف وارتفاع طفيف في معدل البطالة حتى سبتمبر، بجانب استمرار التضخم عند مستويات مرتفعة إلى حد ما. كما أبقى الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة المستهدفة للعام الجاري عند 3.75%، مع توقعات بأن تهبط إلى 3.5% في 2026، و3.25% في 2027. وأكد رئيس المجلس جيروم باول أن أغلبية الأعضاء دعمت القرار، مشيرًا إلى أن أولوية الفيدرالي تتركز على استقرار الأسعار وتحقيق الاستغلال الأمثل لسوق العمل، مع استبعاد رفع أسعار الفائدة كخيار أساسي في الأمد القريب.
توقعات أداء الذهب وسط تحركات المستثمرين وحيازات صناديق المؤشرات
وفق تقرير أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME، يبلغ احتمال بقاء أسعار الفائدة الأمريكية دون تغيير في اجتماع يناير 2026 حوالي 76%، بينما يتوقع 24% احتمال خفضها بحوالي 25 نقطة أساس، في ظل متابعة مستمرة للمستثمرين للبيانات الاقتصادية وتعليقات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي التي تعيد تسعير هذه الاحتمالات. ومن ناحية أخرى، أشار محلل السلع الأساسية في بنك ANZ، سوني كوماري، إلى وضع إيجابي للذهب، مستندًا إلى استمرارية تسعير السوق لخفضين محتملين لأسعار الفائدة الأمريكية العام المقبل، رغم أن توقعات الفيدرالي تشير إلى خفض واحد فقط. ويعكس هذا التباين فرصًا لجذب مزيد من المستثمرين للمعدن الأصفر. تدعم هذه النظرة أيضًا زيادة حيازات الذهب في صندوق SPDR Gold Trust، أكبر صناديق المؤشرات العالمية المدعومة بالذهب، بعد ارتفاعها يوم الخميس بواقع 4.01 طن متري، ليصل الإجمالي إلى 1050.83 طنًا متريًا، وهو أعلى مستوى منذ 22 أكتوبر الماضي.
- تراجع أسعار الذهب بنحو 0.4% إلى 4264.77 دولار
- خفض الفائدة الأمريكية بنسبة 25 نقطة أساس إلى 3.75%
- تعافي مؤشر الدولار بنسبة 0.1%
- زيادة حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust بمقدار 4.01 طن متري
| العنصر | القيمة |
|---|---|
| أعلى سعر للذهب خلال الأسبوع | 4285.93 دولار للأونصة |
| مؤشر الدولار الأمريكي (الحد الأدنى خلال الشهرين الأخيرين) | 98.13 نقطة |
| سعر الفائدة الأمريكية الحالي | 3.75% |
| إجمالي حيازات صندوق SPDR | 1,050.83 طن متري |
يعكس سعر الذهب الحالي مرحلة ترقب وحذر بين المستثمرين الذين يراقبون البيانات الاقتصادية والتطورات السياسية المالية عن كثب، حيث يتوقع أن يظل الذهب في موقف أساسي إيجابي مستفيدًا من توجهات خفض الفائدة والسيولة العالمية. السعر في وضع هدنة لالتقاط الأنفاس، مع ترقب اليوم 12-12-2025 لتطورات جديدة قد تعيد توجيه المسار على المدى القصير.
