الذهب يقترب من ذروته مع ارتفاع 100 دولار يشعل الرالي القادم

أسعار الذهب تتصدر المشهد هذا الأسبوع قرب أعلى مستوياتها خلال سبعة أسابيع، وسط توقعات متزايدة لخفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، حيث تلقت دعماً ملحوظاً من ضعف الدولار، مما يعزز فرص استمرار صعود أسعار الأونصة نحو أرقام قياسية تاريخية.

تطورات أسعار الذهب ومدى تأثير خفض أسعار الفائدة على السوق

شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا في جلسة التداول المبكرة يوم الجمعة، لكن المعدن الأصفر لا يزال قريباً من مستوى قياسي لم يُسجل منذ أكثر من شهرين ونصف بعد تعزيز التوقعات حول إمكانية خفض أسعار الفائدة. جاء ذلك بعدما خالف مجلس الاحتياطي الفيدرالي توقعات المستثمرين بأن يستمر في رفع أسعار الفائدة، مما سبب تقلبات في الدولار وامتد بدورها إلى تحركات الذهب. الأمل معقود حاليا على تقرير الوظائف غير الزراعية المقبل الذي سيوفر دلائل إضافية على اتجاه السياسة النقدية للولايات المتحدة، وما إذا كان البنك المركزي سيواصل تخفيف شروطه النقدية خلال الفترات القريبة المقبلة.

سعر أونصة الذهب اليوم الجمعة وتوقعات الوصول إلى 4500 دولار

يشير كبار المحللين إلى أن سعر أونصة الذهب يتحرك بقوة نحو مستويات مرتفعة، حيث توقع دانيال بافيلونيس، كبير محللي السوق في «آر.جيه.أو فيوتشرز»، أن الأسعار قد تصل إلى حوالي 4300 دولار للأونصة بنهاية العام الجاري، وربما تلامس مستويات 4500 دولار بحلول أبريل المقبل. وقد سجلت العقود الآجلة للذهب ذروة تاريخية عند 4398 دولارًا منتصف أكتوبر، في حين قفز السعر الفوري إلى 4381.60 دولار للأونصة، مما يعكس زخمًا إيجابيًا كبيرًا للمعدن الثمين في الأسواق العالمية.
وبحسب بيانات التداول ليوم الجمعة:

  • تراجع الذهب الفوري بنسبة 0.1% أو ما يعادل 4 دولارات ليصل إلى 4277 دولارًا للأونصة حتى الخامسة والنصف صباحًا بتوقيت غرينتش، بعد لمس أعلى مستوى منذ 21 أكتوبر.
  • انخفضت العقود الآجلة الأميركية للذهب تسليم فبراير بنسبة 0.2% أو 9 دولارات، لتصل إلى 4303.70 دولار.
  • لكن الذهب سجل مكاسب نهاية الأسبوع حيث ارتفع 1.3% في المعاملات الفورية، و2.1% في العقود الآجلة، ليصل الأخير إلى 4313 دولارًا للأونصة.
  • سجل المعدن الأصفر مكاسب أسبوعية قريبة من 2% وشهرية تصل إلى 4%، مع زيادة بأكثر من 63% منذ بداية العام.

دور ضعف الدولار وتغير توجهات المستثمرين في زيادة أسعار الذهب المستقبلية

تلعب حالة ضعف الدولار الأميركي دورًا مركزيًا في دفع أسعار الذهب نحو صعود مستدام، وسط توقعات مستمرة بخفض المرتقب لأسعار الفائدة العام المقبل. بحسب المحللة الاقتصادية في «إيه.إن.زد» سوني كوماري، فإن الذهب يحظى بمؤشرات إيجابية عالية تعزز توقعات المستثمرين، خاصة بالرغم من ارتفاع طلبات إعانة البطالة التي لم تؤثر على ثقة السوق في قوة سوق العمل الأميركي.
ويواصل مجلس الاحتياطي الفيدرالي تقليص أسعار الفائدة؛ إذ خفضها مؤخراً بمقدار 25 نقطة أساس للمرة الثالثة هذا العام في ظل تباين في آراء الأعضاء، ما يشير إلى اتجاه أقل تشديدًا. كما يدعم الذهب مؤشرات متجددة على تخفيف السياسة النقدية، خاصة مع ترشيح كيفن هاسيت لرئاسة الفيدرالي، وهو مرشح يتوقع له المستثمرون أن يدفع لتيسير نقدي مستقبلي يفضله الرئيس ترامب.
وفي مذكرة أخرى، أشار المحلل إدوارد ماير إلى أن انتقال تركيز الأسواق من قوة الدولار إلى سياسة الفيدرالي المرنة أدى إلى إعادة تقييم مرتقبة لأسعار الذهب، والتي يتوقع أن ترتفع في المستقبل القريب بدعم من ضعف الدولار وتشجيع التيسير النقدي.

العنوان التأثير
تراجع سعر الذهب الفوري 0.1% انخفاض أو 4 دولارات
العقود الأميركية الآجلة 0.2% انخفاض أو 9 دولارات
مكاسب نهاية الأسبوع 1.3% للذهب الفوري، 2.1% للعقود الآجلة

يشير مدير استراتيجيات السلع في «تي.دي سيكيوريتيز»، بارت ميليك، إلى أن استمرار تباطؤ الاقتصاد الأميركي حتى عام 2026 سيزيد من احتمال خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة. ويعزز هذا السيناريو من جاذبية الذهب، خاصة كونه معدنًا لا يدر عوائد مالية، مما يدفع جميع المستثمرين لإعادة توجيه محافظهم نحو الذهب كأصل آمن في ظل تقلص العوائد النقدية الدفترية. وأكد خبراء في «كيتكو ميتالز» زيادة الإشارات الفنية التي تدعم ارتفاع الذهب، مما يشجع المضاربين على الشراء بقوة في الأسواق.