«تعافي الدولار» يفرض ضغوطاً على أسعار الذهب خلال الأسبوع الحالي

يُشكل الذهب أحد الأصول الأكثر أهمية في الأسواق المالية كونه الملاذ الآمن الأبرز في مواجهة التقلبات الاقتصادية، خلال الأسبوع الماضي، شهدت أسعار الذهب تحركات متعددة تراوحت بين الهبوط من مستويات تاريخية إلى الاستقرار النسبي، بينما ارتفعت قيمته على مدار العام بمعدل يُقدَّر بـ26%، وتُعزى هذه المكاسب إلى ارتفاع الطلب العالمي في ظل التوترات الجيوسياسية والضغوط الاقتصادية.

أسعار الذهب اليوم وتأثيرها على الأسواق

جاءت أسعار الذهب عالمياً متفاوتة وفقاً للعيارات المختلفة، حيث بلغ سعر عيار 24 حوالي 5451.5 جنيه، في حين سجل عيار 21 حوالي 4770 جنيهاً، بينما قُدِّر عيار 14 بنحو 3180 جنيهاً، أما الجنيه الذهب وصل إلى حوالي 38160 جنيهاً، ويُشير خبراء السوق إلى أن الأسعار تتأثر بالعوامل الاقتصادية مثل سعر الدولار، وأسعار النفط، والسياسات النقدية للبنوك المركزية، وعلى الرغم من الارتفاعات، شهد الذهب تراجعاً مؤخراً من أعلى مستوياته التي تجاوزت 3500 دولار للأونصة.

تراجع أسعار الذهب لم يكن مفاجئاً، حيث أدى تحسُّن المؤشرات الاقتصادية وتعافي الأسهم إلى تراجع جزئي لشهية المستثمرين نحو الذهب، الانفراج في الأزمة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ساهم أيضاً في هذا الانخفاض المُلاحظ، وخصوصاً عقب الإعلان عن إعفاء بعض السلع الأمريكية من الرسوم الجمركية من قبل الصين.

العوامل المؤثرة على حركة أسعار الذهب

تؤثر عوامل عديدة على أسعار الذهب، منها حركة الدولار الأمريكي، وأسعار الفائدة المعلنة من قبل البنوك المركزية، لقد شهدنا خلال الأسبوع الماضي ارتفاعاً طفيفاً في قوة الدولار بنسبة 0.2%، وهو أول مكسب أسبوعي له بعد سلسلة طويلة من الخسائر، يعود ذلك لاستمرار الاحتياطي الفيدرالي في التمسك بسياسته النقدية وعدم تخفيض الفائدة، مما يثقل على حركة الذهب قصيرة الأجل، بينما يبقى الذهب خياراً قوياً في ظل الطلب الكبير الناتج عن الأزمات الاقتصادية والسياسية.

وفي سياق السوق العالمية، أظهر تقرير “التزامات المتداولين” انخفاضاً في عقود شراء الذهب بمقدار 12811 عقداً وارتفاعاً في عقود البيع بمقدار 14021 عقداً، مما يشير إلى انخفاض الطلب الاستثماري خلال هذه الفترة، ما زالت النظرة المستقبلية للذهب إيجابية بفضل استمراره كوسيلة للتحوط ضد التقلبات.

هل يستطيع الذهب الحفاظ على بريقه؟

على الرغم من التحديات التي يواجهها الذهب، فإنه يظل الأداة الأكثر جذباً في أوقات الأزمات، يعتقد الخبراء أن استمرار عدم اليقين الاقتصادي على المستوى العالمي سيجعل الذهب يحتفظ بجاذبيته الاستثمارية، توصيات الخبراء في الوقت الحالي تركز على مراقبة التطورات العالمية عن كثب، مثل تغير السياسات النقدية أو القرارات الجيوسياسية، حيث قد تؤدي تقلبات الأسواق إلى دفع الأسعار نحو الارتفاع مجدداً.

في النهاية، يُعتبر الذهب من أهم الأصول التي توفر حمايةً ضد الأزمات المالية، لهذا يجب الاستمرار في مراقبة الأسواق بدقة لتحديد التوجهات المستقبلية للأسعار بدقة.