«الذهب يتراجع» مع انخفاض التوترات التجارية وارتفاع الدولار وفق الأسواق

شهدت أسعار الذهب العالمية أمس الجمعة في نهاية الأسبوع انخفاضا ملموسا مع تسجيل خسائر أسبوعية ملحوظة، ويأتي ذلك بفعل ارتفاع الدولار وتراجع المخاطر المرتبطة بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لا سيما بعد التقارير التي أشارت إلى إمكانية إعفاء بعض السلع الأمريكية من رسوم جمركية كانت قد فرضتها السلطات الصينية.

تراجع أسعار الذهب وتأثير العوامل الاقتصادية

أسعار الذهب العالمية شهدت حالة من الانخفاض الحاد في ختام تعاملات الجمعة حيث بلغ السعر الفوري للذهب 3318.95 دولارا للأوقية بعد أن كان 3348.88 دولارا في اليوم السابق، مسجلا تراجعا يقارب 0.9%، كما انخفضت العقود الآجلة للذهب لشهر أبريل 2025 ليتم إغلاقها عند 3282.4 دولارا للأوقية، بفارق انخفاض قدره 1.79% عن الجلسة السابقة، هذا الهبوط جاء على خلفية تراجع الطلب على الأصول الآمنة مع تحسن شهية المستثمرين للمخاطرة مدفوعًا بالتطورات الإيجابية في النزاعات التجارية بين الصين والولايات المتحدة.

البيانات أشارت إلى تدخل السلطات الصينية بطلب تحديد السلع الأمريكية القابلة للإعفاء من رسوم 125%، مما يعبر عن نية واضحة لتخفيف تصاعد النزاع التجاري، ولعب هذا التطور دورا محوريا في توجه المستثمرين إلى البحث عن فرص استثمارية في قطاعات أخرى بعيدا عن الذهب، بحسب ما ذكره خبير استراتيجيات السلع دانيال غالي.

الكلمة المفتاحية: أداء المعادن النفيسة الأخرى

سجلت المعادن النفيسة الأخرى أداء متباينا خلال الأسبوع، حيث انخفضت الفضة بنسبة 1.1% لتصل إلى 33.21 دولارا للأوقية، ورغم ذلك بقيت الفضة في مسار المكاسب للأسبوع الثالث على التوالي، أما البلاتين فقد شهد انخفاضا بنسبة 0.5% ليبلغ 965.75 دولارا للأوقية، أما البلاديوم فقد تراجع بنحو 1.5% ليستقر عند 939.82 دولارا للأوقية، يُظهر هذا التباين اختلاف توجهات الأسواق تجاه المعادن المختلفة وسط التحولات الاقتصادية العالمية.

ارتفاع الدولار وتأثيره على الأسواق

من ناحية أخرى، حقق الدولار أداء قويا خلال تعاملات الجمعة، مسجلا أول مكاسبه الأسبوعية منذ منتصف مارس، حيث سجل مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل 6 عملات رئيسية ارتفاعا بنسبة 0.3% ليصل إلى 99.62، هذا الارتفاع جاء بعد أن كان المؤشر قد تراجع في وقت سابق من الأسبوع ليبلغ أدنى مستوى له منذ مارس 2022 عند 97.92، وقد ساهم صعود الدولار في الضغط السلبي على أسعار المعادن النفيسة بما فيها الذهب، حيث يؤدي ارتفاع الدولار إلى جعل السلع المسعّرة بالدولار، كالذهب، أكثر تكلفة على المستثمرين الذين يحملون عملات أخرى.

رغم هذه الانخفاضات، يبقى الذهب مرتفعا بأكثر من 25% منذ بداية العام بفضل الطلب الكبير من البنوك المركزية والمخاطر الاقتصادية العالمية، حيث سجل سابقا مستويات قياسية وصلت إلى 3500 دولارا للأوقية، أما بالنسبة للمستقبل، فمن المتوقع أن تستمر تأثيرات الدولار والتوترات الجيوسياسية في توجيه أداء الذهب والمعادن النفيسة الأخرى.