عجز عالمي.. ارتفاع النحاس يصل إلى أعلى سعر تاريخي ويعزز التوترات الاقتصادية

عجز عالمي وشيк في سوق النحاس يدفع السعر إلى مستوى قياسي جديد، حيث ارتفع سعر النحاس اليوم الجمعة بنسبة 1.2% ليبلغ 11581.50 دولار للطن، متجاوزًا أعلى مستوى تم تسجيله خلال الأسبوع الجاري، وتأتي هذه القفزة مدعومة بتوقعات إيجابية من بنك “سيتي جروب” واحتمالات حدوث اختلال قريب بين العرض والطلب، بحسب تقرير “بلومبرج”؛ ما يعزز التفاؤل في الأسواق الصناعية عالميًا.

توقعات أسعار النحاس في 2026 وسط عجز عالمي وشيك

رسم محللو بنك “سيتي جروب” في مذكرة بحثية صورة واضحة لسوق النحاس خلال عام 2026، حيث يتوقعون وصول متوسط أسعار النحاس إلى 13 ألف دولار للطن في الربع الثاني من العام، نتيجة لتكديس المعدن في الولايات المتحدة ومحاولات الحد من الواردات قبل فرض رسوم جمركية محتملة؛ الأمر الذي قد يتسبب بحدوث عجز في بعض المناطق الأخرى على الصعيد العالمي، ويزيد من ضغوط العرض.
وحذر المحللون من اضطرابات محتملة في الإمدادات مع استمرار تدفق النحاس إلى المخازن الأمريكية، مبرزين أهمية هذا التحول على الأسعار العالمية. من جهة أخرى، توقعت مؤسسة “بلومبرج نيو إنيرجي فاينانس” أن يتحول سوق النحاس إلى عجز هيكلي خلال العام المقبل، مع اتساع فجوات العرض والطلب على المدى الطويل بسبب الطلب القوي والقيود المتزايدة على الإنتاج.

كيف تؤثر العجز العالمي وشيك على أسعار النحاس عالميًا؟

يعكس العجز العالمي وشيك في سوق النحاس حقيقة التوازن الهش بين العرض والطلب على هذا المعدن الحيوي، ما دفع الشركات الكبرى إلى الاستعداد بشكل استباقي لمواجهة نقص الإمدادات. فقد قامت شركة “ميركوريا إنرجي جروب” بسحب نحو 500 مليون دولار من مخزون النحاس في بورصة لندن للمعادن، وهو أكبر سحب يتم خلال أكثر من عشرة أعوام، في مؤشر واضح على المخاوف من انكماش المعروض.
ويتوقع محللو “سيتي” بقيادة ماكس ليتون أن تستمر أسعار النحاس في الارتفاع خلال عام 2026، مدعومة بأساسيات قوية وظروف اقتصادية كلية تدعم النمو، ما يجعل النحاس سلعة استراتيجية تتصدر الأسواق العالمية.

استراتيجيات مواجهة نقص المعروض في ظل العجز العالمي وشيك

يتطلب العجز العالمي وشيك في سوق النحاس استراتيجيات مدروسة من قبل الأطراف الفاعلة في السوق لضمان استقرار الإمدادات والأسعار، حيث تشمل أهم الخطوات:

• زيادة عمليات التخزين الاحتياطية في الأسواق الرئيسية مثل الولايات المتحدة، لتخفيف حدة الشبكات العرضية
• تنويع مصادر الإنتاج والبحث عن بدائل في توريد النحاس تخفف من الاعتماد على مناطق إنتاج محددة
• متابعة التشريعات الجمركية والتجارية التي تؤثر على تدفقات صادرات وواردات النحاس
• الاستثمار في التقنيات الحديثة لتحسين كفاءة التعدين والمعالجة لتلبية ارتفاع الطلب دون زيادة كبيرة في التكاليف

تُبرز هذه الإجراءات استعدادًا فعالًا لمواكبة نقص المعروض المتوقع في ظل العجز العالمي وشيك، مع الحفاظ على استقرار الأسواق الصناعية التي تعتمد بشكل مباشر على النحاس كمعدن أساسي.

يُظهر السوق العالمي للنحاس حالة من التوتر المتزايد مع استمرار الطلب المرتفع والاضطرابات على صعيد الإمدادات، مما يدفع الأسعار إلى مستويات قياسية جديدة ويكرّس أهمية المعدن كأحد الركائز الأساسية للاقتصاد العالمي، وبموازاة ذلك يتطلب التعامل مع هذا العجز العالمي وشيك تضافر الجهود بين المنتجين والمستهلكين لتقليل المخاطر وتعزيز الاستدامة في سوق النحاس.