«انسحاب تاريخي».. لماذا تخلى برشلونة عن كأس الملك أمام أتلتيكو؟

شهدت كرة القدم الإسبانية العديد من الأحداث المثيرة عبر تاريخها، ومن بين هذه اللحظات الحاسمة ما حدث قبل أكثر من عقدين من الزمن، عندما قرر برشلونة الانسحاب من مباراة في نصف نهائي كأس ملك إسبانيا أمام أتلتيكو مدريد، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة في الأوساط الرياضية وقتها، حيث أثرت هذه الواقعة على منافسات البطولة وقوانين الاتحاد الإسباني، وخلقت حالة من الجدل حول حقوق الأندية في ظروف مشابهة.

انسحاب برشلونة من نصف نهائي كأس ملك إسبانيا

في أبريل عام 2000، أوقع الاتحاد الإسباني لكرة القدم فريق برشلونة في مواجهة صعبة مع أتلتيكو مدريد، حيث خسر الفريق الكاتالوني في مباراة الذهاب بثلاثة أهداف نظيفة، وقد حدد الاتحاد 24 أبريل موعدًا لإقامة مباراة الإياب في ملعب برشلونة، إلا أن المشاكل بدأت تواجه الفريق عندما تعرض بعض لاعبيه الأساسيين لإصابات خطيرة، بينما اُستدعي آخرون للمشاركة مع منتخباتهم الوطنية مثل البرازيلي ريفالدو، البرتغالي لويس فيغو، والهولندي باتريك كلويفرت، ما أدى إلى نقص كبير في تشكيلة الفريق إذ لم يتبق سوى تسعة لاعبين وحارسي المرمى فقط.

رد فعل برشلونة وقرار الانسحاب

واجه برشلونة هذا الوضع الصعب بتقديم طلب عاجل للاتحاد الإسباني لتأجيل المباراة حتى يتمكن من تجهيز صفوفه ولكن الاتحاد رفض هذا الطلب بحزم، وأصرّ على إقامة المباراة في الموعد المحدد دون مراعاة الظروف الاستثنائية التي يمر بها النادي، لتقرر إدارة برشلونة لاحقًا إصدار بيان رسمي ينص على عدم المشاركة في المباراة، معتبرة أن إقامة المباراة في تلك الظروف ينتهك الحقوق الرياضية والمالية للنادي، ونزل اللاعبون إلى الملعب بقيادة أسماء بارزة مثل بيب غوارديولا وتشافي هرنانديز فقط للوقوف خارج أرضية الملعب كوسيلة احتجاج، ما دفع حكم المباراة إلى احتساب اللقاء لصالح أتلتيكو مدريد.

تأثير الواقعة على تاريخ المنافسة

أثار انسحاب برشلونة حادثة نادرة في تاريخ مسابقات كرة القدم الإسبانية، فقد تحولت الواقعة إلى درس قانوني وإداري يتعلق بتنظيم البطولات المحلية، وشهدت جماهير الناديين أحداثًا متباينة، حيث استخدم جمهور برشلونة أسلوبًا جماعيًا في الهتافات الغاضبة تجاه أتلتيكو مدريد والاتحاد الإسباني، ولكن النتيجة النهائية كانت خسارة أتلتيكو مدريد لكأس البطولة أمام إسبانيول في المباراة النهائية، وقد شكّل هذا الحدث نقطة تحول في علاقة الأندية الكبرى مع الاتحاد الإسباني، حيث طالب الكثيرون بمراجعة قوانين تأجيل المباريات في الحالات الطارئة، وتعزيز التواصل بين الاتحاد والأندية لتحقيق مبدأ العدالة الرياضية.

إن هذه الواقعة لا تزال إحدى أكثر الأحداث استثنائية في تاريخ كرة القدم الإسبانية، حيث أظهرت أهمية التوازن بين المنافسة والعدالة للأندية المشاركة، فهي ليست فقط مواجهة رياضية بل درس تاريخي يعكس كيفية تعامل الفرق والإدارة الرياضية مع الأزمات والضغوط.