«انخفاض مفاجئ» في أسعار البيض بالمغرب ينعش الآمال بعد أسابيع من الارتفاع

شهدت الأسواق المغربية انخفاضًا ملحوظًا في أسعار بيع البيض مؤخرًا، حيث تراجع سعر البيضة بحوالي 50 سنتيمًا في معظم نقاط البيع، ويأتي هذا الانخفاض نتيجة زيادة الإنتاج الوطني وانخفاض الطلب بشكل تدريجي. يبلغ سعر البيضة الواحدة حاليًا نحو 1,20 درهم، بينما يصل سعر البيع بالجملة إلى حوالي 86 سنتيمًا؛ الأمر الذي انعكس إيجابيًا على سوق المائدة وحركة الاستهلاك.

تراجع أسعار البيض في المغرب وأسبابه

انخفضت أسعار البيض في المغرب بشكل ملفت بسبب مجموعة من العوامل الاقتصادية والتنظيمية. أول هذه العوامل هو ارتفاع الإنتاج المحلي مع تحسن الظروف المناخية واستقرار سلاسل التوريد، ما أتاح توافر كميات كبيرة من البيض في السوق، كما أن انخفاض الطلب خلال الفترة الحالية ساعد في خفض الأسعار. هذا التراجع لم يكن مفاجئًا للكثيرين، حيث بذل المنتجون والموزعون جهودًا حثيثة لتحقيق توازن بين العرض والطلب بعد فترة شهدت ارتفاعًا كبيرًا في أسعار المواد الغذائية الأساسية.

مع ذلك، رغم التراجع الأخير، فإن الأسعار الحالية لا تزال أعلى مقارنةً بما كانت عليه قبل جائحة كورونا، حيث كانت أسعار البيض تتراوح في الغالب أقل من درهم واحد. يأتي هذا التفاوت نتيجة استمرار ارتفاع كلف الإنتاج والتوزيع مثل أعلاف الدواجن والنقل، التي ما زالت تعرقل العودة إلى المستويات السابقة.

تأثير انخفاض أسعار البيض على السوق والمستهلك

انخفاض أسعار البيض له تأثير مباشر وإيجابي على المستهلكين وأصحاب المحلات التجارية. إذ يقلل من أعباء الإنفاق اليومي للمواطنين خصوصًا في ظل الضغوط الاقتصادية الحالية، كما يعزز حركة البيع والشراء ويعيد الثقة بين جميع أطراف السوق، المنتجون والموزعون والمستهلكون. هذا التراجع ساهم أيضًا في تهدئة الخلافات التي نشبت بين المجموعات المعنية، والتي كانت تلقي اللوم على بعضها البعض بخصوص الزيادة السابقة في الأسعار.

لكن مع ذلك، يبقى التحدي الأكبر للمستهلك المغربي هو الحصول على أسعار مناسبة للبضائع الأساسية الأخرى، إذ أن الكثير من المنتجات ما زالت تعرف زيادات متواصلة، وهو ما يجعل مسألة ضبط السوق أمرًا حيويًا لتحسين معيشة المواطنين.

أسعار البيض مقارنة بفترات سابقة

إذا ما تم النظر في أسعار البيض مقارنة بفترات سابقة، يتبين أن المرحلة الحالية تشهد تحسنًا ملحوظًا بالنسبة إلى المستهلك، إلا أن الفروقات مقارنة بأسعار ما قبل الجائحة لا تزال واضحة. على سبيل المثال، قبل الأزمة الصحية العالمية، كانت تكلفة البيض لا تتجاوز درهمًا واحدًا، مع استقرار شبه شامل في الأسعار بفعل انتظام الإنتاج والحصول على مواد أولية بأسعار معقولة. لكن حاليًا، تعاني القطاعات الزراعية من زيادة في كلفة الإنتاج نتيجة للعوامل العالمية مثل ارتفاع أسعار الطاقة والأعلاف الحيوانية.

بالنظر إلى هذه التطورات، يتوقع الخبراء أن تبقى أسعار البيض في مستوياتها الحالية لفترة مقبلة، شريطة الحفاظ على استقرار الإنتاج وتنظيم السوق بما يخدم مصلحة الجميع.