ارتفاع زوج EUR/USD يتسارع مع تراجع قوة الدولار

اليابور والدولار الأمريكي واستمرار تعافي اليورو أمام الدولار

شهدت عملة اليورو وعملات رئيسية أخرى تعافيًا ملحوظًا هذا الصباح مع تراجع ملحوظ في الدولار الأمريكي، حيث تصدّر زوج اليورو/الدولار الحركات الصاعدة مدعومًا بضعف عام في الدولار وبيانات إيجابية من مؤشر مديري مشتريات قطاع الخدمات في أوروبا؛ كما ساهمت تصريحات روسيا التي وصفت المفاوضات الجارية بأنها بنّاءة، مع توضيح أن الرئيس بوتين لم يرفض كامل مقترح السلام الأميركي بشأن أوكرانيا، بل قبل بعض العناصر، في تحسن مزاج السوق العام.

الضغوط المستمرة على الدولار أمام تحركات اليورو

على الرغم من محاولات مؤشر الدولار الأمريكي للارتداد مؤخرًا، إلا أنه تعرض لضغوط متجددة خلال الأيام الماضية، ليُظهر توجهًا نحو استئناف الهبوط الذي بدأ في وقت سابق من هذا العام؛ وقد استعاد الدولار بعضًا من خسائره في اليومين الماضيين بدعم من تحوّل تدفقات الملاذ الآمن بعيدًا عن العملات ذات المخاطر العالية، وهو اتجاه انعكس جزئيًا هذا الصباح. غير أن استقرار أكبر في شهية المخاطرة على نطاق أوسع ضروري لمزيد من ضعف الدولار أمام العملات الأكثر تأثرًا بالمخاطر، لا سيما أمام الين، حيث يمكن لأي تقلبات إضافية في أسواق الأسهم أو السندات أن تدفع الدولار للضعف ويضغط على زوج الدولار/الين. بالمقابل، يُظهر اليورو علامات قوة متزايدة ويميل إلى التماسك حتى عند تراجع معنويات المخاطرة، مما يعكس تفضيل المستثمرين له كعملة ملاذ نسبي في السنوات الأخيرة، مقارنة بما كان عليه قبل عقد من الزمن.

تأثير البيانات الاقتصادية الأميركية على توقعات خفض الفائدة وتماسك اليورو

تستمر البيانات الأميركية في إظهار اتجاه نحو الضعف، وخصوصًا من خلال قراءة مؤشر مديري مشتريات قطاع التصنيع الضعيفة الصادرة يوم الاثنين؛ وحتى في حالة تحسّن هذه القراءة لأكثر من المتوقع، فإن السوق من غير المرجح أن يغيّر توقعاته بخفض الفائدة في ديسمبر؛ وتعتبر المؤشرات الاقتصادية الأميركية الكبرى، مثل تقرير الوظائف، التي ستُعلن بعد قرار الفائدة المرتقب الأسبوع المقبل، عاملًا يقلل من تأثير بيانات هذا الأسبوع على توقعات خفض الفائدة. من هذا المنطلق، يُتوقع أن تعزز التقارير المرتقبة اليوم، مثل تقرير الوظائف في القطاع الخاص ADP وقراءة مؤشر مديري مشتريات قطاع الخدمات، إضافة إلى بيانات الغد المتعلقة بطلبات إعانة البطالة وتسريحات تشالنجر، النظرة الحمائمية السائدة حاليًا في السوق.

مستويات دعم ومقاومة رئيسة لزوج اليورو/الدولار في ظل تطورات الأسواق العالمية

يعكس الاستقرار النسبي في منطقة اليورو انخفاض الفارق بين عوائد السندات الألمانية والإيطالية إلى 70 نقطة أساس للمرة الأولى منذ عام 2010، ما ساهم في دعم زوج اليورو/الدولار، خصوصًا مع استمرار الأسواق في استبعاد خفض إضافي لأسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي. لا تزال مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا تمثل عاملًا رئيسيًا يؤثر على أداء اليورو، حيث بقيت الأسواق متفائلة بإمكانية التوصل إلى اتفاق بعد أن أكد الكرملين قبول بعض أجزاء المقترح الأميركي للسلام؛ مع ذلك، استمرار الرئيس بوتين في عدم تقديم تنازلات إقليمية يشير إلى أن الصراع سيستمر في الأجل القريب، رغم أن فرص السلام باتت أقرب من أي وقت مضى. على صعيد البيانات، شهد مؤشر مديري مشتريات قطاع الخدمات في منطقة اليورو تعديلًا صعوديًا طفيفًا ليرتفع إلى 53.6، مع ارتفاع التضخم من 2.1% إلى 2.2% في نوفمبر، والثبات في التضخم الأساسي عند 2.4%، ما يعكس توازنًا نسبيًا بين قوى التراجع السعري والضغوط التضخمية، وهو وضع لا يبرر خفضًا إضافيًا لأسعار الفائدة.

يواصل زوج اليورو/الدولار تحركه التصاعدي للأسبوع الثاني على التوالي، مع تجاوز مستويات مقاومة هامة عند 1.1600 و1.1650، ليثير التساؤل حول قدرة الزوج على الحفاظ على تلك المستويات الصعبة مواصلًا الصعود نحو 1.1700 وربما تجاوزها؛ ويتحدد الهدف الصعودي التالي قريبًا عند 1.1728، تمثل أعلى قمة سابقة، وكسر هذا المستوى يفتح الطريق نحو مقاومة بارزة أخرى عند 1.1800، حيث ستتوضح الاتجاهات الأوسع للسوق. في المقابل، يشكل مستوى 1.1600 دعمًا أوليًا، تحته يأتي دعم إضافي عند 1.1550، أما النطاق الأكثر أهمية فهو بين 1.1460 و1.1500، الذي أثبت ثباته في الأشهر الأخيرة.

• مراقبة مستويات الدعم والمقاومة الأساسية للزوج
• متابعة تأثير مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا على تحركات اليورو
• تحليل البيانات الاقتصادية الأميركية وتأثيرها على توقعات السياسة النقدية
• رصد تقلبات مؤشر الدولار وأثرها في أسواق العملات