«قفزة مفاجئة»… أسعار النفط ترتفع رغم تكبدها خسائر أسبوعية كبيرة

شهدت أسواق النفط العالمية تقلبات حادة نتيجة مزيج من التوترات التجارية بين الاقتصادات الكبرى وتداعيات المعروض العالمي، ورغم التحديات الاقتصادية التي قيدت المكاسب، تمكنت أسعار النفط من تسجيل ارتفاع طفيف في نهاية الأسبوع، إلا أن هذه المكاسب لم تكن كافية لتعويض الخسائر الأسبوعية، لتتباين التوقعات بشأن مستقبل الطلب العالمي على الطاقة في ظل هذه الظروف.

ارتفاع أسعار النفط وسط محاولات تعويض الخسائر

أنهت أسعار النفط تعاملات نهاية الأسبوع بارتفاعات محدودة، حيث صعد خام برنت بمقدار 32 سنتًا ليغلق عند 66.87 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بـ23 سنتًا ليستقر عند 63.02 دولارًا للبرميل، ورغم هذه الارتفاعات العابرة، سجل الخامان خسائر أسبوعية بنسبة 1.6% و2.6% على التوالي، في الوقت الذي تعاني فيه الأسواق من ضغوط مستمرة بسبب التوترات الجيوسياسية وزيادات إنتاج أوبك+ التي تضغط على الأسعار بشكل كبير.

تراجع الطلب العالمي بسبب الأوضاع الاقتصادية

تتميز الأسواق النفطية بعدم الاستقرار حاليًا بسبب الضغوطات الاقتصادية والرسوم الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين، التي أثرت بشكل ملموس على الطلب العالمي، حيث شهدت الأسواق موجة من عمليات البيع الكبيرة، مما أدى إلى انخفاض الأسعار لأدنى مستوياتها خلال الأربع سنوات الأخيرة، كما أن توقف النزاع الروسي الأوكراني زاد من فرص تدفق النفط الروسي إلى السوق، ما أدى إلى ارتفاع المعروض، في ظل هذه التطورات، تتزايد مخاوف الأسواق من تفاقم وضع الطلب العالمي، حيث أشارت تقارير إلى أن بعض الدول الأعضاء بحلف أوبك+ اقترحت تسريع وتيرة رفع الإنتاج في الأشهر المقبلة، وذلك رغم القلق الكبير بشأن عدم استيعاب السوق للإنتاج الإضافي.

التوقعات السلبية من وكالة الطاقة الدولية وأوبك

أعلنت وكالة الطاقة الدولية تخفيض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط حتى عام 2025 بسبب التدهور المتواصل في الوضع الاقتصادي العالمي، موضحة أن النمو قد يُخفض إلى أقل من 690 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2026، وذلك نتيجة التأثير الحاد للتوترات التجارية العالمية، كما قلصت منظمة أوبك توقعاتها للطلب أيضًا بسبب البيانات الاقتصادية الضعيفة الصادرة في الآونة الأخيرة والاضطرابات في الأسواق الاقتصادية، مما أثر سلبًا على خططها الإنتاجية التي تُصاغ بناء على توقعات الطلب السنوية، في ضوء هذه المتغيرات، تبقى أسواق النفط رهينة للتوترات الاقتصادية والسياسية المستمرة التي قد تعرقل تعافي القطاع.

في النهاية، يبرز القلق من استمرار التقلبات وعمليات البيع المتسارع، ما يضع أسواق النفط أمام تحديات كبيرة للحفاظ على استقرارها في ظل انخفاض الطلب ووفرة المعروض التي تضغط بشدة على الأسعار العالمية.