اليوان يتراجع بعد تحذيرات عن موجة صعود مرتقبة

اليوان الصيني يتراجع أمام الدولار بعد تدخل البنك المركزي لتثبيت سعر العملة

شهد اليوان الصيني تراجعًا خلال تداولات الثلاثاء بعد تسجيله أعلى مستوى في 14 شهرًا مقابل الدولار في الجلسة السابقة، وذلك عقب تدخل بنك الشعب الصيني عبر استخدام سعر التثبيت الرسمي، في محاولة واضحة لتهدئة الارتفاع السريع للقيمة المحلية خلال الأيام الأخيرة. ويراقب المتعاملون سعر التثبيت اليومي الذي يحدده البنك المركزي بدقة، إذ يعد مؤشرًا رئيسيًا على توجه السلطات تجاه تحركات سوق الصرف، وقد جاء التثبيت الرسمي أقل من توقعات السوق للجلسة الرابعة على التوالي، وهو أطول تراجع من نوعه منذ سبتمبر، في خطوة تهدف إلى ضبط وتيرة صعود اليوان.

تأثير التثبيت الرسمي الضعيف على سعر اليوان الصيني

قبل بدء التداولات، أعلن البنك المركزي تحديد سعر التثبيت عند 7.0794 يوان للدولار، وهو أضعف مستوى مسجل منذ نوفمبر الماضي، متراجعًا بفارق 48 نقطة أساس مقارنة بتقديرات السوق التي توقعت 7.0746. ويسمح البنك لسعر اليوان الفوري بالحركة ضمن هامش ±2% حول سعر التثبيت يوميًا، ما يمنح بعض المرونة في السوق. وأوضح أحد المتعاملين في بنك أجنبي أن هذه الخطوة تعكس محاولة البنك لإبطاء الانخفاض السريع في قيمة الدولار مقابل اليوان، مما يعكس سياسة نقدية حذرة تستهدف تحقيق استقرار أكبر في سعر العملة.

دور الطلب الموسمي في دعم قوة اليوان الصيني

بحلول الساعة 04:12 بتوقيت غرينتش، تم تداول اليوان المحلي عند 7.0745 للدولار، منخفضًا عن أعلى مستوى في 14 شهرًا الذي سجله عند 7.0650 في الجلسة السابقة، في حين استقر اليوان الخارجي عند 7.0709. بعيدًا عن ضعف الدولار على المستوى العالمي، يستفيد اليوان من دعم إضافي نظراً للطلب الموسمي المرتفع من الشركات الصينية قرب نهاية العام. ومن أبرز أسباب هذا الدعم اعتماد العديد من المصدرين على تسوية إيراداتهم من العملات الأجنبية لتلبية المتطلبات الإدارية أو تسديد رواتب الموظفين. هذه العوامل تعزز من قدرة اليوان على الصمود وتدعم سعره في مواجهة تقلبات السوق.

توقعات تخفيض الفائدة الأميركية وتأثيرها على سوق اليوان الصيني

أشار محللو جي إف سيكيوريتيز إلى أن الصادرات الصينية أظهرت أداءً قويًا خلال العام الحالي، مما أدى إلى طلب متزايد لشركات التصنيع على تسوية النقد الأجنبي. وأوضح المحللون أن بعض الشركات تتوقع تقلبات محتملة في سعر الدولار في ظل التوقعات المتزايدة لخاطفة تخفيض الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر المقبل، مما يدفع هذه الشركات إلى الإسراع في تسوية العملات للاستفادة من قوة اليوان الصيني الحالية. ترتفع قيمة اليوان أمام الدولار بنسبة نحو 3.2% منذ بداية العام، متجهة نحو تحقيق أكبر مكاسبها السنوية منذ 2020، لكن التحركات السريعة في قيمته تثير قلق صناع السياسات بسبب احتمال تسببها في اضطرابات سوقية ناتجة عن سلوك جماعي مفاجئ.

• تثبيت اليوان عند أسعار أكثر حذرًا من جانب البنك المركزي
• زيادة الطلب الموسمي على النقد الأجنبي من قبل المصدرين الصينيين
• توقعات تخفيض الفائدة الأميركية وتأثيرها على تقلبات سعر الدولار
• تحذيرات من المخاطر المرتبطة بالتحركات الحادة لليوان في سوق الصرف

وفي ظل هذه التطورات، حذر غوان تاو، كبير الاقتصاديين في بنك أوف تشاينا إنترناشيونال والمسؤول السابق في هيئة تنظيم الصرف، من الاعتماد على تحركات أحادية الاتجاه في سوق الصرف، مشددًا على أهمية حفظ التوازن لتجاوز الاضطرابات المحتملة، وهو ما يعكس حرص السلطات الصينية في إدارة سعر اليوان لمواءمة المصالح الاقتصادية والاستقرار النقدي في آن واحد.