استقرار سعر الصرف يعزز استدامة صناعة الدواء ونمو الصادرات

صناعة الدواء وتأثير تقلبات سعر الصرف على قطاع الدواء في مصر وشمال إفريقيا من المواضيع الحيوية، حيث يعتمد جزء كبير من مدخلات الإنتاج على مستلزمات مستوردة، مما يجعل ارتفاع أسعار الدولار يشكل ضغطًا مباشرًا على تكلفة المواد الخام والتعبئة؛ وهو ما يفرض على الشركات تحديات كبيرة في إدارة التكلفة وضمان استقرار الإنتاج وهامش الربحية.

تحديات صناعة الدواء وتأثير تقلبات سعر الصرف على تكلفة الإنتاج

أكد الدكتور علي يحيى، المدير الإقليمي والمدير العام لمصر وشمال إفريقيا بشركة «جمجوم فارما»، أن صناعة الدواء تعد من القطاعات الأكثر تأثرًا بتقلبات سعر الصرف، نظرًا لاعتمادها الكبير على مستلزمات الإنتاج المستوردة من الخارج، والتي يرتفع سعرها مع ارتفاع الدولار. خلال مشاركته في القمة السنوية للاستثمار الصحي، أوضح يحيى أن ارتفاع الدولار يؤدي إلى زيادة تكلفة المواد الخام والتعبئة والتغليف، ما يضع شركات الدواء أمام معضلة الحفاظ على هامش الربحية مع استمرار الإنتاج بمستوى ثابت. وأضاف أن الأسواق عادةً ما تشهد اضطرابات وسلوكيات “صدمة سعرية” قبل التعافي الاقتصادي؛ لكن التاريخ يشير إلى قدرة السوق على استعادة توازنه خلال فترة تمتد بين ثلاث إلى خمس سنوات، ما يستدعي تبني خطط مرنة لإدارة التكاليف وتحسين الكفاءة المالية.

آليات التسعير والتعاون مع الجهات التنظيمية في ظل تقلب سعر الصرف

أشار يحيى إلى أن شركات صناعة الدواء لا تملك إمكانية تعديل الأسعار بشكل فوري على عكس قطاعات أخرى، نظرًا لترابطها بآليات تسعير منظمة تضمن عدم التأثير السلبي على المستهلك. وأكد أن التعاون مع هيئة الدواء المصرية كان إيجابيًا وسريعًا خلال مراجعة أسعار المستحضرات الأخيرة؛ حيث تمت الزيادات بشكل شامل لمعظم الأصناف خلال فترة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر، وهو ما يعكس مرونة النظام في التعامل مع تقلبات سعر الصرف وتأثيرها على الصناعة. وتعتبر هذه الإجراءات ضرورية لضمان استدامة صناعة الدواء وسط التحديات الاقتصادية، مع تأكيد أهمية دعم قطاع الدواء لتجاوز الضغوط المالية الناتجة عن ارتفاع تكلفة مدخلات الإنتاج.

فرص الاستثمار والتوسع التصديري واستراتيجيات الاستدامة في صناعة الدواء

شدد المدير الإقليمي لشركة «جمجوم فارما» على أن الاستثمار في صناعة الدواء في مصر لا يقتصر على تلبية احتياجات السوق المحلية التي يقترب عدد سكانها من 110 ملايين نسمة ويضاف إليها ملايين الزوار والسياح سنويًا، بل يمتد ليشمل أسواقًا إقليمية مهمة مثل السودان وليبيا، مما يجعل وجود مصانع قوية داخل مصر عاملاً حاسمًا لتعزيز القدرة التنافسية والتصديرية. كما أشار إلى أن الشركات القائمة أو المخططة لإنشاء مصانع جديدة تستفيد من وضوح الرؤية الصناعية والتنظيمية، التي تعزز من دقة تخطيط الإنتاج والتكاليف السنوية، وتفتح الباب أمام فرص التوسع التصديري بالاعتماد على سعر صرف واضح داخل الجهاز المصرفي. ومن الركائز الأساسية لاستمرارية صناعة الدواء في مواجهة تقلبات سعر الصرف هي استقرار بيئة الأعمال، وسياسات التسعير المناسبة، وتوفر العملة الأجنبية، إذ تشكل هذه العوامل الأساس لضمان قدرة الصناعة على تلبية الطلب في الأسواق المحلية والإقليمية.

  • تحديد تكاليف الإنتاج والمواد الخام المتنوعة
  • إدارة حملات التسعير بالتنسيق مع الجهات الرقابية
  • تطوير خطط الإنتاج المرنة لمواجهة تقلبات السوق
  • تعزيز البنية التحتية للمصانع لضمان جودة الإنتاج واستمراريته
  • فتح قنوات تصدير جديدة تعتمد على استقرار سعر الصرف
الفترة الزمنية مدة استعادة التوازن للسوق
قبل التعافي الاقتصادي 3 إلى 5 سنوات
مراجعة أسعار المستحضرات 3 إلى 6 أشهر