أوبك+ تتغير.. تحولات النفط وسط أزمة فنزويلا وتأثيرها على الأسعار العالمية

النفط بين قرار أوبك+ وأزمة فنزويلا، إلى أين تتجه الأسعار؟

ارتفعت أسعار النفط اليوم الاثنين بأكثر من 1.5%، بعد أن جدد تحالف أوبك+ تأكيده على تعليق أي زيادة في الإنتاج خلال الربع الأول من 2026، مع تصاعد المخاوف في السوق بسبب احتمال فرض الولايات المتحدة إجراءات جديدة ضد فنزويلا؛ الأمر الذي يثير تساؤلات جدية حول اتجاه أسعار النفط خلال الفترة القادمة.

تطورات أسعار النفط اليوم وتأثير قرار أوبك+

شهدت أسعار النفط اليوم ارتفاعًا ملحوظًا، حيث سجل خام برنت زيادة بنسبة 1.6% ليصل إلى 63.46 دولارًا للبرميل، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.8% إلى 59.62 دولارًا للبرميل؛ ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى إعلان تحالف أوبك+ في نوفمبر تعليق أي زيادات في الإنتاج، في محاولة للسيطرة على تخمة العرض واستعادة التوازن في السوق العالمية، وقد أكدت المنظمة في اجتماعها الأخير على أهمية التعامل بحذر مع السوق والحفاظ على المرونة لإجراء أية تعديلات في حال تطلبت الظروف ذلك.
ويشير هذا القرار إلى حرص أوبك+ على دعم أسعار النفط ومنع تراجعها، لا سيما في ظل الضغوط المستمرة الناتجة عن الكميات المعروضة.

الضغوط الجيوسياسية وتأثير أزمة فنزويلا على أسعار النفط

يرتبط اتجاه أسعار النفط ارتباطًا وثيقًا بالتطورات الجيوسياسية، وعلى رأسها الأزمة المتفاقمة في فنزويلا، حيث تزايدت حالة عدم اليقين مع دراسة الرئيس الأميركي إمكانية إغلاق المجال الجوي الفنزويلي؛ ما قد يؤثر سلبًا على صادرات النفط من أحد أكبر المنتجين في أمريكا الجنوبية، وهذا ما أكد عليه محللو “آي إن جي” الذين ربطوا ارتفاع المخاطر بشأن الإمدادات الفنزويلية بهذا التحرك المحتمل.
كذلك، يلعب الغموض المحيط باتفاق السلام بين روسيا وأوكرانيا دورًا مهمًا في تحديد مسار الأسعار، إذ أبطأ انعدام الاتفاق التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة تدفق النفط الروسي الخاضع للعقوبات إلى الأسواق العالمية، مما أبقى الأسواق العالمية محفوفة بالمخاطر ومتقلبة.
وتجدر الإشارة إلى أن عوامل متعددة من القرارات السياسية والتحالفات النفطية والجيوسياسية تمارس ضغوطًا مستمرة على أسواق النفط، مما يجعل التنبؤ بحركة الأسعار أمرًا معقدًا ومتشابكًا، وذلك كونها تعتمد بشكل مباشر على توازن العرض العالمي ومدى تجاوب الدول الكبرى.

توقعات أسعار النفط في ظل قرارات أوبك+ وتأثيرات السوق العالمية

تشير أحدث استطلاعات رويترز التي شملت 35 خبيرًا ومحللًا إلى توقع أن يصل متوسط سعر خام برنت إلى 62.23 دولارًا للبرميل في 2026، بانخفاض عن التوقعات السابقة التي كانت عند 63.15 دولار، فيما يتوقع أن يسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي متوسط 59 دولارًا للبرميل، مقارنة بتوقعات الشهر الماضي التي كانت 60.23 دولار.
ويأتي ذلك على الرغم من أن متوسط سعر خام برنت منذ بداية 2025 بلغ حوالي 68.80 دولارًا للبرميل، غير أن تضخم الإمدادات العالمية يقف عقبة أمام استمرار هذه المستويات.
وتوضح التقديرات أن عام 2026 قد يشهد فائضًا يوميًا في المعروض النفطي يتراوح بين 0.5 و4.2 مليون برميل، بالمقارنة مع فائض سابق يتراوح بين 0.19 و3 ملايين برميل يوميًا في التوقعات السابقة.
أما وكالة الطاقة الدولية فتتوقع فائضًا يبلغ حوالي 4.09 مليون برميل يوميًا، بينما تشير حسابات أوبك إلى فائض طفيف يبلغ نحو 20 ألف برميل يوميًا فقط في حال استمرت مجموعة أوبك في إنتاج أكتوبر الحالي.

عام 2026 – التوقعات الفائض اليومي (مليون برميل)
توقعات رويترز 0.5 – 4.2
استطلاع الشهر الماضي 0.19 – 3
وكالة الطاقة الدولية 4.09
أوبك 0.02
  • تعليق زيادات الإنتاج من أوبك+ يدعم الأسعار ويحد من تراجع السوق
  • الإجراءات الأميركية المحتملة ضد فنزويلا تزيد من حالة عدم اليقين تجاه الإمدادات
  • الغموض بشأن اتفاق روسيا وأوكرانيا يعيق عودة النفط الروسي للأسواق العالمية
  • توقع فائض في الإمدادات قد يضغط على الأسعار خلال العام المقبل

تظل أسواق النفط في حالة ترقب، حيث يتأثر مسار الأسعار بحساسية معقدة بين قرارات أوبك+، والتقلبات السياسية، والتغيرات في توزيع المعروض العالمي، ما يجعل مراقبة هذه المتغيرات أمرًا ضروريًا لفهم حركة الأسعار المقبلة في ظل هذه البيئة المتغيرة باستمرار