صعود الين يصل لأعلى مستوى في أسبوعين مع دعم كازو أويدا

الدولار الأمريكي يعمق خسائره بسبب احتمالات خفض الفائدة، في حين ترتفع احتمالات رفع أسعار الفائدة اليابانية خلال ديسمبر الجاري، ما يؤثر بوضوح على سوق العملات العالمية. الين الياباني ارتفع في جلسة الاثنين بالسوق الآسيوية مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية، ممدداً مكاسبه لليوم الثالث على التوالي مقابل الدولار، مسجلاً أعلى مستوى له خلال أسبوعين، مستفيدًا من ضعف الدولار وتقلبات أسعار الفائدة المتوقعة لدى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

تأثير احتمالات رفع أسعار الفائدة اليابانية على قوة الين مقابل الدولار

تعززت مكاسب الين بتصريحات محافظ بنك اليابان “كازو أويدا”، إذ أبقى الباب مفتوحًا أمام احتمال تطبيع السياسة النقدية في المستقبل القريب، مما رفع فرص رفع أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل للبنك المركزي خلال ديسمبر الجاري. من الناحية السعرية، شهد الدولار تراجعًا مقابل الين بنسبة 0.4% ليصل إلى مستوى 155.41 ¥، وهو الأدنى منذ 19 نوفمبر، مع افتتاح الجلسة عند 156.05 ¥ وتسجيل أعلى مستوى عند 156.15 ¥. وفي نهاية تعاملات الجمعة، ارتفع الين بنسبة 0.1% مقابل الدولار، محرّزًا ثاني مكسب يومي متتالي، في ظل نشاط ملحوظ لشراء أصول الملاذات الآمنة. رغم ذلك، سجل الين خسارة 1.4% على مدار نوفمبر الماضي، محققًا الخسارة الشهرية الثالثة على التوالي، وسط مخاوف السوق المتعلقة بخطط التحفيز الاقتصادي المقترحة من قِبل تاكايتشي.

انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي وأثر توقعات الفائدة على أسواق الصرف

أظهر مؤشر الدولار يوم الاثنين انخفاضًا بما يقارب 0.2%، مع تعميق خسائره للجلسة السادسة على التوالي ووصوله لأدنى مستوى منذ أسبوعين، مما يعكس استمرار ضعف الدولار في مواجهة سلة عملات عالمية. جاءت هذه التطورات مدعومة بسلسلة من البيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة، إلى جانب تعليقات حذرة من المسؤولين النقديين في الولايات المتحدة، مما رفع احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في ديسمبر. ويتجه المستثمرون حاليًا لمراقبة بيانات سوق العمل الأمريكي التي ستصدر خلال الأسبوع لتحديد مسار الفائدة المستقبلية بدقة أكبر.

تحليل استراتيجي وتوقعات مستقبلية لأسعار الفائدة في اليابان والدولار

قدّم محافظ بنك اليابان “كازو أويدا” توقعات تفاؤلية تجاه الاقتصاد المحلي، مؤكدًا دراسة البنك للإيجابيات والسلبيات المرتبطة برفع أسعار الفائدة في الاجتماع المنتظر خلال ديسمبر. استراتيجي العملات في OCBSC “كريستوفر وونغ” وصف هذا التوجه بأنه تحضير مسبق لرفع محتمل للفائدة، مع توقع أن يتم رفعها إما في ديسمبر أو يناير المقبل، لكنه تساءل عمّا إذا كانت هذه ستكون زيادة واحدة فقط قبل فترة انتظار طويلة أخرى. وأكد أن انتعاش الين قد يتطلب استمرار البنك في تبني سياسات نقدية أكثر تشددًا. من جانبها، أكدت مصادر وكالة “رويترز” أن بنك اليابان يهيئ الأسواق لاحتمال رفع أسعار الفائدة، مع تجدد لهجة التشدد بسبب المخاوف من انخفاض حاد في قيمة الين وتراجع الضغوط السياسية التي تحافظ على أسعار فائدة منخفضة. ارتفعت فرص الرفع في ديسمبر من 40% إلى 60%، مع ترقب المستثمرين صدور بيانات إضافية عن التضخم والبطالة والأجور اليابانية.

• تراجع الدولار يتأثر بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية
• الين يعزز مكاسبه مدفوعًا بتصريحات بنك اليابان
• الأسواق تترقب بيانات التضخم والبطالة اليابانية لتحديد المسار المقبل

على الجانب الفني، كسر سعر الدولار مقابل الين خط اتجاه رئيسي صاعد، مما قد يشير إلى تحولات جديدة في دعم العملة الأمريكية أمام الين. هذه التطورات تجعل الحكم على الاتجاه المستقبلي معتمدًا بشكل جوهري على متغيرات الأسواق الأمريكية واليابانية خلال الأسابيع القادمة، خاصة بيانات التضخم وسياسات البنوك المركزية، التي ستحدد مدى استدامة تحركات أسعار الفائدة وتثبيت العملات.