صعود قوي للين وعائدات السندات الحكومية اليابانية تصل لأعلى مستوى منذ 2008

ارتفعت توقعات رفع سعر الفائدة في اليابان بشكل ملحوظ، حيث شهد الين الياباني مكاسب متتالية تزامناً مع ارتفاع عوائد سندات الحكومة اليابانية لأعلى مستوياتها منذ عام 2008؛ جاء ذلك عقب تصريحات محافظ بنك اليابان كازو أويدا الذي أبقى الباب مفتوحاً أمام رفع أسعار الفائدة في المستقبل القريب، بينما بدأ الدولار الأمريكي الشهر بتراجع نتيجة تصاعد توقعات خفض سعر الفائدة الأمريكي هذا الشهر.

توقعات رفع سعر الفائدة في اليابان وتأثيرها على الين الياباني

قدم محافظ بنك اليابان كازو أويدا نظرة أكثر تفاؤلاً حيال الاقتصاد المحلي، مشيراً إلى أن البنك المركزي سيدرس في اجتماعه المقبل لشهر ديسمبر “إيجابيات وسلبيات” رفع أسعار الفائدة، ما اعتبره المشاركون في السوق نبرة متشددة وغير معتادة من المحافظ؛ ما ساعد العملة اليابانية على مواصلة مكاسبها، حيث ارتفع الين بنسبة 0.4% ليصل إلى 155.49 مقابل الدولار، وهو الأعلى في أول جلسة تداول بعد هذا الإعلان.
وطبقاً لذلك، قفزت عوائد سندات الحكومة اليابانية إلى مستويات غير مسبوقة خلال 17 عاماً، لا سيما عائد السندات لأجل عامين، الأكثر تأثراً بسعر الفائدة الرئيسي، بمقدار نقطتين أساس لتصل إلى 1.01%، وهو أعلى مستوى لها منذ يونيو 2008، بينما ارتفع عائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 1.84%، ملامساً أعلى مستوى منذ أبريل من نفس العام.

الاستعدادات لرفع سعر الفائدة في اليابان وتوقعات السوق

أوضح كريستوفر وونغ، محلل العملات في بنك أو.سي.بي.سي، أن هذه التحركات تُعد بمثابة تحضير مبكر لرفع محتمل لأسعار الفائدة، مما يزيد احتمال تطبيق الرفع خلال اجتماعات ديسمبر أو يناير القادمة؛ لكنه أشار إلى تساؤل مهم يتعلق بما إذا كانت هذه الزيادة ستكون وحيدة تليها فترة طويلة من الانتظار، أم أن بنك اليابان سيُصدر توجيهات أكثر حزماً لتعزيز انتعاش الين بشكل مستدام.
تعزز ذلك بتوقعات السوق التي أصبحت تميل بشكل أكثر وضوحاً إلى رفع سعر الفائدة هذا الشهر، مع ملاحظة تراجع الين بنسبة 1.4% خلال نوفمبر، ما زاد من الضغوط على البنك المركزي لاتخاذ خطوات نقدية أكثر حزماً في الفترة المقبلة.

• إعادة تقييم السياسات المالية
• مواجهة تقلبات سوق العملات
• تحديد موعد رفع السعر المثالي

تراجع الدولار الأمريكي في ظل مخاوف خفض سعر الفائدة وتعاملات السوق

في المقابل، شهد الدولار الأمريكي تراجعاً في الأسواق الأوسع، حيث يتجه المستثمرون نحو انتظار شهر حاسم قد يشهد آخر خفض لسعر الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، بجانب التصديق على تعيين خليفة لرئيس البنك المركزي جيروم باول الذي يدعم خفض تكلفة الاقتراض؛ ما أسهم في انخفاض قيمة الدولار مقابل معظم العملات الرئيسة.
ارتفع اليورو بنسبة 0.04% ليصل إلى 1.1605 دولار، في حين سجل الجنيه الإسترليني 1.3239 دولار، بعد تحقيقه أفضل أسبوع له خلال أكثر من ثلاثة أشهر. بينما تراجع مؤشر الدولار مقابل سلة العملات بنسبة 0.05% ليصل إلى 99.39 نقطة، عقب خسارة 0.7% خلال الأسبوع السابق، مع توقعات 87% لحلول خفض سعر الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع الأسبوع المقبل، وفقاً لأداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي.
وأكد ميناء وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن الإعلان عن مرشح الرئاسة الجديد للاحتياطي الفيدرالي من قبل الرئيس دونالد ترامب سيحدث قبل عيد الميلاد، وسط تقارير رشح فيها كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، لمنصب الرئيس المقبل؛ ما حاجم الدولار ودفعه لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ أربعة أشهر.

مع هذه التطورات، ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.08% ليصل إلى 0.6553 دولار أمريكي، في حين استقر الدولار النيوزيلندي عند 0.5738 دولار أمريكي، مما يعكس حركة الأسواق المتقلبة وسط حالات عدم اليقين المحيطة بالتغيرات المحتملة في السياسات النقدية العالمية.