«زيادة جنونية».. أسعار الذهب اليوم تستقر عالميًا وعيار 21 يسجل 4770 جنيهًا

شهدت أسعار الذهب العالمية والمحلية تقلبات كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث ارتفعت إلى مستويات تاريخية بسبب الأوضاع العالمية المضطربة والسياسات التجارية المتغيرة، إلا أن الأسعار تراجعت تدريجيًا بعد تصريحات الرئيس الأمريكي حول نية تعديل سياسته الاقتصادية، لكن يبقى مستقبل أسعار الذهب محفوفًا بالغموض وسط استمرار التوترات السياسية والجيوسياسية عالميًا.

تحليل أسعار الذهب العالمية وتأثير الكلمة المفتاحية

يمثل الذهب أحد أهم الأصول التي يلجأ إليها المستثمرون كملاذ آمن في أوقات الأزمات، حيث شهدت الأسعار قفزة غير مسبوقة لتتجاوز حاجز 3500 دولار أمريكي للأونصة، وهو أعلى مستوى لها في السنوات الأخيرة، ومع استمرار الصراعات الاقتصادية مثل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وفرض التعريفات الجمركية، توقع بنك “جيه بي مورجان” الأمريكي وصول الأسعار إلى 4000 دولار للأونصة بحلول عام 2026، مدعومًا بزيادة الطلب على الذهب من البنوك المركزية والمستثمرين، كما أشارت تقارير إلى أن مؤسسات مالية أخرى مثل “جولدمان ساكس” ترى أن احتمال ارتفاع الأسعار إلى 4500 دولار للأونصة وارد جداً في ظل “السيناريوهات المتطرفة”.

بالنظر إلى المستقبل، نجد أن المؤشرات تؤكد أن الذهب سيبقى الاستثمار الأكثر أمانًا، نظرًا لتباطؤ الاقتصاد العالمي وعدم استقرار أسواق العملات، وقد أشار “جيه بي مورجان” إلى أن الطلب على الذهب بلغ نحو 710 أطنان في كل ربع من العام الحالي، مما يعزز ارتفاع الأسعار بشكل متسارع، فحتى عند التراجعات المؤقتة التي شهدتها الأسواق كنتيجة للتصريحات الأمريكية، لا يزال الاتجاه العام صعوديًا.

التوترات السياسية ودورها في ارتفاع أسعار الذهب عالميًا

التوترات السياسية والجيوسياسية لعبت دورًا كبيرًا في دفع أسعار الذهب نحو الصعود، حيث يؤكد الخبراء أن النزاعات التجارية الكبرى بين الولايات المتحدة والصين واستمرار عدم اليقين حول السياسات الاقتصادية تدفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن، فقد شهد العالم عدة مواقف أحدثت اضطرابات ملحوظة، من بينها فرض التعريفة الجمركية الأمريكية وتهديد إقالة قادة الاحتياطي الفيدرالي، مما زاد من مخاوف المستثمرين، وأشارت تحليلات إلى أن هناك علاقة عكسية بين الذهب والدولار الأمريكي؛ حيث يتراجع الأخير مع زيادة الطلب على الأصول الآمنة.

بحسب الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، فإن ارتفاع الطلب على الذهب يعكس غياب الثقة في مستقبل الاقتصاد العالمي، مما يجعل من الذهب الخيار المفضل لتخزين الثروة حتى تتضح الرؤية، وقد شهدت الأسواق تحركات لافتة توحي باهتمام المستثمرين بتأمين أموالهم من خلال المعدن النفيس.

توقعات مستقبلية لأسعار الذهب بين الأرقام والتحليلات

يتوقع عدد من المحللين الاقتصاديين ارتفاع أسعار الذهب أكثر في المستقبل القريب، حيث تستند هذه التوقعات إلى مؤشرات الأداء الاقتصادي العالمي والتحديات المستمرة بين الاقتصادين الأكبر في العالم، إذ يبقى الذهب ورقة رابحة للمستثمرين في ظل أوضاع السوق غير المستقرة، وعليه تشير التقارير الصادرة عن مؤسسات مالية أن المخاطر الجيوسياسية واستمرار تقلبات الدولار ستدفع الأسعار نحو تحقيق أرقام قياسية جديدة.

السنة متوسط السعر المتوقع (دولار للأونصة)
2025 3700
2026 4000

الخلاصة، يبقي الذهب في قلب اهتمامات المستثمرين لمواجهة عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي، ومع توقع زيادة الطلب العالمي عليه، فإن الاستثمار فيه يعد أحد الخيارات الأكثر أمانًا لمستقبل مستقر وقوي.