«قمة الطاقة» بلندن: مصر تتعاون مع وكالة الطاقة الدولية لتحقيق أمن الطاقة وخفض الكربون

تُعتبر الطاقة واحدة من المحاور الرئيسية التي تقود مسار التحولات العالمية في العصر الحديث، حيث يصبح أمن الطاقة أولوية استراتيجية لكافة الحكومات والمؤسسات الدولية. في هذا السياق، نظمّت وكالة الطاقة الدولية قمة بعنوان «مستقبل أمن الطاقة» في العاصمة البريطانية لندن، وشارك فيها المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، إلى جانب المدير التنفيذي للوكالة الدكتور فاتح بيرول، لبحث التحديات المستقبلية ومسارات التعاون الدولي.

قمة مستقبل أمن الطاقة وأهدافها الاستراتيجية

انعقدت قمة «مستقبل أمن الطاقة» في توقيت حساس تُواجه فيه دول العالم تحديات كبيرة لضمان استقرار الإمدادات الطاقية، مما يتطلب إعادة صياغة الأولويات وتأمين الاحتياجات الأساسية. تناولت القمة قضايا مثل تعزيز استدامة الطاقة، ومواجهة فقر الطاقة الذي لا يزال يهدد المجتمعات النامية، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتطوير نظام طاقة متوازن. كما ركزت على وضع أسس طويلة الأجل لتأمين مصادر النفط والغاز في ظل دورهما المركزي كمحورين أساسيين للطاقة العالمية. القمة هدفت أيضًا إلى تعزيز المرونة في البنية التحتية الطاقية لتكون أكثر قدرة على استيعاب التقلبات المستمرة.

النفط والغاز ودورهما في مستقبل أمن الطاقة العالمي

أكد الدكتور فاتح بيرول أن النفط والغاز يمثلان قلب منظومة الطاقة في العالم، وسيظلان كذلك لسنوات عديدة قادمة، مما يستلزم جهودًا حثيثة لتأمين مصادرهما وتعزيز استمرارية تدفقهما. وقد أشار إلى أن التصدي للأزمات الطاقية يتطلب التعاون بين الدول عبر سياسات واضحة ومستدامة تشمل تطوير التكنولوجيا النظيفة، وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة، وتنويع مصادر الطاقة. وبينما تسعى الدول نحو التحول إلى الطاقة المتجددة، يظل الوقود الأحفوري ركيزة لا يمكن تجاهلها لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة.

تعزيز التعاون الدولي لتحقيق أمن طاقي مستدام

في إطار القمة، شدد المهندس كريم بدوي على أهمية التعاون الدولي لتسريع نقل التكنولوجيا والخبرات، بهدف خفض الانبعاثات الكربونية، خاصة من قطاعات النفط والغاز. كما جرى خلال اللقاء مناقشة تنفيذ مشروعات إقليمية مشتركة بين مصر ووكالة الطاقة الدولية بعد انضمام مصر كعضو مشارك في الوكالة. وتمحورت اللقاءات حول تعزيز مساهمة مصر في التوسع بمشروعات الطاقة المتجددة وخفض معدلات الكربون، بما يضمن الأمن الطاقي ويدفع عجلة التنمية المستدامة. تم التأكيد أيضًا على ضرورة القيام بخطوات عملية لتنسيق الجهود بين مختلف الأطراف لضمان استقرار الأسواق الاقتصادية.

تظل قضية أمن الطاقة في طليعة القضايا العالمية الملحّة، حيث تتطلب جهودًا منسقة بين الحكومات، والمنظمات الدولية، والقطاع الخاص لتجاوز التحديات الراهنة، وضمان مستقبل طاقي مستدام يوازن بين احتياجات التنمية ومساعي الحفاظ على البيئة. القمة رفعت شعار التفاهم والتعاون المشترك لتحقيق أمن طاقي يمكّن الدول من مواجهة التغيرات والاضطرابات الاقتصادية والسياسية المتسارعة.