نائب وزير التعليم: استهداف المدارس وتحويلها لأهداف عسكرية يعد جريمة إنسانية

في ظل الأزمات الإنسانية المشتعلة في مناطق النزاع، يظل التعليم منارة أمل للأطفال والشباب المتضررين. يُمثّل التعليم أساساً لإعادة بناء المجتمعات المنكوبة، لما له من دور في صنع جيل واعٍ قادر على المساهمة في بناء السلام والتنمية المستقبلية. في هذا السياق، تناول الدكتور أيمن بهاء الدين، نائب وزير التعليم، أهمية التعليم كوسيلة للسلام خلال فعاليات المؤتمر الدولي السابع حول التعليم في مناطق الصراع.

التعليم في مناطق الصراع ودوره في بناء السلام

شهدت مناطق النزاعات، لا سيما في العالم العربي، ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الأطفال المحرومين من التعليم. وفقًا لتقديرات منظمة اليونيسف، أكثر من 30 مليون طفل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا يذهبون إلى المدارس، وهو ما يعادل طفلًا من كل ثلاثة أطفال في تلك المناطق. التعليم هو أكثر من مجرد وسيلة لاكتساب المعرفة؛ إنه أداة لبناء الأوطان واستعادة الحقوق المسلوبة من الأطفال والمجتمعات.

التحديات التي تواجه التعليم في مناطق النزاع

الأزمات والصراعات تعرض التعليم لضغوط هائلة، من بينها:

• تحويل المدارس إلى أهداف عسكرية أو مراكز احتجاز.
• تدمير البنية التحتية التعليمية بالكامل.
• نزوح الملايين من الأطفال بعيداً عن أماكن تعليمهم التقليدية.
• نقص عدد المعلمين المؤهلين نتيجة القتل أو الفرار.

بجانب ذلك، يتعرض الأطفال لمشاكل نفسية عميقة، نتيجة مشاهدتهم الحروب والدمار وفقدان أسرهم.

استراتيجيات للتغلب على التحديات

استعرض المؤتمر أمثلة ناجحة لتحدي هذه العقبات:

1. استخدام منصات التعليم الرقمي لتوصيل الدروس للطلاب في مناطق الحصار.
2. إنشاء مدارس متنقلة تخدم النازحين في المخيمات.
3. الشراكة بين الدول والمؤسسات لتوفير تمويل مستدام.

انطلاقاً من التجربة المصرية، استقبلت مصر الآلاف من الأطفال الوافدين من دول الصراع مثل سوريا واليمن وليبيا، حيث أدرجتهم في نظامها التعليمي، في خطوة تاريخية لدعم السلام. إن إعادة كل طفل إلى المدرسة هي خطوة لبناء مستقبل مشرق يتجاوز الأوجاع السياسية والجغرافية. التعليم في أوقات النزاعات ليس مجرد حق أساسي بل استثمار عميق في السلام والإنسانية.