تذكار استشهاد.. الكنيسة القبطية تحيي ذكرى القديس الأنبا ونس الأقصري بقداسات وطقوس خاصة غدًا

الكنيسة القبطية تحتفل بتذكار استشهاد القديس الأنبا ونس الأقصري غدًا وسط أجواء روحية مفعمة بالخشوع والتكريم في مزار القديس بمحافظة الأقصر، حيث يجتمع المؤمنون لرفع الصلوات والتسابيح إحياءً لسيرته العطرة ودوره البارز في تاريخ الكنيسة القبطية. تكرم الكنيسة هذا القديس الشهيد الذي حظي بمكانة خاصة بين الأقباط لما جسده من شجاعة وثبات في الإيمان رغم صغر سنه.

الاحتفال بتذكار القديس الأنبا ونس الأقصري ودوره كشفيع المفقودات

يُعتبر الاحتفال بتذكار القديس الأنبا ونس الأقصري علامة فارقة في حياة الكنيسة القبطية، حيث يحتفل به المؤمنون في يوم 16 هاتور بحسب السنة القبطية، الموافق 25 نوفمبر 2025، بإجلال كبير. يُعرف القديس ونس بشجاعته وإيمانه الراسخ منذ الطفولة، ويُلقب بشفيع المفقودات لكثر من يلجأون إليه لطلب العون والبركة. يأتي هذا الاحتفال تعبيرًا عن تقدير الكنيسة لمسيرته الروحية التي سجلت في «السنكسار» كواحد من أشهر قديسي صعيد مصر، ممن قدموا نموذجًا ساطعًا للإيمان والتضحية في وجه الاضطهاد الروماني.

نشأة القديس الأنبا ونس الأقصري وحياته الروحية البسيطة

ولد القديس الأنبا ونس الأقصري في مدينة الأقصر كطفل يتيم، عاش حياة مليئة بالفضائل والتقوى منذ نعومة أظافره، إذ اختير عند نيله نعمة الشموسية باسم «يؤانس». اتسم حب الكنيسة وحضور الصلوات والصيام بالتزامه الدائم، كما كان محبًا للطراز الكنسي، حيث حفظ الألحان وشارك في أعمال القربان أيام الجمعة والأحد. وعاش بسيطًا يعتمد على كرمة الجيران في توفير «خبز الحنون»، ما يعكس تكامله مع المجتمع وتواضعه في عيشه اليومي.

استشهاد القديس الأنبا ونس الأقصري في عهد دقلديانوس وإرثه الروحي

برز القديس الأنبا ونس الأقصري بشجاعة استثنائية رغم حداثة سنه، حيث كان دعامة الإيمان المسيحي وسط اضطهادات الإمبراطور دقلديانوس الروماني، متشجعًا المؤمنين على التمسك بالعقيدة. تعرض لتعذيب وجراح متعددة، لكنه شُفي بمعجزة إلهية حتى استُشهد ذبحًا في اليوم السادس عشر من هاتور في القرن الرابع الميلادي. عقب استشهاده، تعرف المؤمنون على جسده من ثيابه وقفوا على رأسه المقدس الذي عُثر عليه عند جذع نخلة بحري المدينة، فُنيِّل وقُبر في مدافن معروفة بأم قرعات، ليصبح قدوة يتزود بها الأطفال والشباب في ثباتهم الروحي.

معلومات هامة عن القديس الأنبا ونس الأقصري

  • يُعتبر القديس الأنبا ونس الأقصري أحد أشهر قديسي الصعيد.
  • امتاز بحياة زهدية وروحية رغم صغر عمره.
  • يُحيي المؤمنون تذكار استشهاده في 16 هاتور سنويًا.
  • يحظى بلقب شفيع المفقودات بين الأقباط.
  • يضم مزاره في الأقصر إقبالًا كبيرًا من قبل المصلين لطلب البركة والشفاعة.

يبقى القديس الأنبا ونس الأقصري رمزًا للإيمان العميق والشجاعة الروحية التي لا تعرف اليأس، فيما تحافظ الكنيسة القبطية على إحياء تذكار استشهاده باحترام وتقدير يعكسان سيرته المضيئة. يعيد الاحتفال السنوي حول حياة هذا القديس الطفل وشهادته الفريدة تأكيد الدور الكبير الذي يلعبه في تعزيز الروح الإيمانية وسط المؤمنين، حيث يستمر حضوره الملهم في مزار الأقصر وسط صلوات تتسم بالخشوع والتبجيل.