ارتجاج في المخ لدى لاعبي كرة القدم: أسباب وأعراض وبروتوكولات العلاج
أصيب مدافع النادي الأهلي مصطفى العش بارتجاج في المخ إثر إصابة على مستوى الرأس، مما استدعى نقله إلى المستشفى والحجز هناك لمدة 24 ساعة، حيث تدخل الفريق الطبي بقيادة الدكتور أحمد جاب بالله فوراً لتقديم الإسعافات الأولية وتطبيق البروتوكولات المعتمدة في التعامل مع حالات ارتجاج المخ.
أسباب وأعراض الإصابة بارتجاج في المخ لدى لاعبي كرة القدم
يُعتبر ارتجاج المخ من الإصابات الشائعة بين لاعبي كرة القدم، إذ يشير الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” إلى أن إصابات الدماغ تحدث في مباراة واحدة من كل ثلاث مباريات تقريباً؛ ويُعرف الارتجاج وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بأنه “إصابة مؤقتة تحدث في الدماغ نتيجة لنتوء، ضربة، أو هزة مباشرة على الرأس”. ينتج الارتجاج عن صدام مباشر بجسم صلب، سواء كان بشرياً كالاصطدام برؤوس اللاعبين الآخرين أو تعرض اللاعب للضرب باستخدام الكوع أو المرفق، أو غير بشري كالسقوط على الأرض أو اصطدام الجسم بأي جسم صلب أو حتى التعرض لقذف بالحجارة.
تظهر أعراض الارتجاج بصورة فورية أو بعد مرور عدة أيام، وتتنوع بين الشعور بالدوار، الصداع، فقدان الذاكرة، صعوبة في الحديث أو تأخر في الكلام. وتذكر هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS أن الأعراض قد تستمر من دقائق معدودة إلى أيام قبل أن تختفي، وهو ما يستوجب تقييم الحالة بدقة ومتابعة طبية فورية تقتضي في بعض الأحيان المكوث في المستشفى تحت الملاحظة من 24 إلى 48 ساعة، كما حدث مع مدافع الأهلي مصطفى العش.
خطوات الفحص والتقييم الطبي لحالات ارتجاج المخ في كرة القدم
توصي منظمة فيفا بضرورة مراقبة اللاعبين الذين يتعرضون لضربات في الرأس خلال الـ72 ساعة التالية مباشرةً، وذلك عبر فحوصات دقيقة تشمل الكشف عن أعراض واضحة مثل الدوخة، فقدان الوعي المؤقت، صعوبة النطق، أو فقدان الذاكرة. يُستخدم في التقييم أداة متخصصة تعرف باسم تقييم الارتجاج الرياضي (SCAT 5)، التي تصنف الأعراض إلى علامات حمراء تشير إلى خطورة عالية، أو علامات برتقالية تدل على خطورة أقل لكنها قد تتطور.
تتضمن الأداة مجموعة أسئلة محددة يطرحها الأخصائي على اللاعب لتقييم تأثير الإصابات على وظائف الدماغ، مثل:
- مدة بقائنا في الملعب؟
- من كان المنافس في المباراة السابقة؟
- هل انتصرنا في آخر مباراة؟
في حالة عدم ظهور أي علامات حمراء أو برتقالية وإجابة اللاعب بشكل صحيح دون أعراض ظاهرة، يُسمح له بالعودة إلى المباريات بعد متابعة دقيقة خلال التدريبات، أما إذا ظهرت أي من هذه العلامات، فيتم إخراج اللاعب فوراً من المباراة ونقله إلى المستشفى للملاحظة والعلاج، وهو ما اتُبع مع مصطفى العش.
بروتوكولات العلاج والتأهيل بعد الإصابة بارتجاج المخ في كرة القدم
تعتمد بروتوكولات العلاج على شدة الإصابة، حيث يُوصى بأن يحصل المصاب على راحة تامة تتراوح من 24 إلى 48 ساعة، يليها برنامج تأهيلي تدريجي يتضمن ست مراحل تبدأ بتدريبات خفيفة تتزايد شدةً بشكل تدريجي مع إعادة التقييم المستمر للحالة. وتشدد لوائح فيفا على أن مدة الحد الأدنى للعودة إلى اللعب بعد إصابة الارتجاج يجب أن تكون ستة أيام على الأقل، لضمان تعافي الدماغ بشكل كامل والحد من خطر المضاعفات.
| مرحلة التأهيل | الوصف |
|---|---|
| 1 | راحة كاملة مع مراقبة الأعراض |
| 2 | تدريبات خفيفة بدنية بدون إجهاد |
| 3 | تدريبات متوسطة الشدة وزيادة النشاط |
| 4 | عودة تدريجية لممارسة الكرة بدون احتكاك |
| 5 | تدريبات مكثفة مع الاحتكاك الكامل |
| 6 | ختام البرنامج والعودة للمشاركة في المباريات |
اتباع هذه البروتوكولات يُعد ضرورياً للحفاظ على سلامة صحة اللاعبين والحد من تطور الإصابات الدماغية، مع ضرورة توافر فريق طبي متمرس ومجهز لتقديم الرعاية الفورية والتقييم المستمر، كما يثبت إجراء ذلك مع اللاعب مصطفى العش نموذجاً متميزاً للتعامل المهني والمسؤول مع إصابات ارتجاج المخ في عالم كرة القدم.
