«انخفاض تاريخي».. الذهب يتراجع هذا الأسبوع بسبب قوة الدولار

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا مع انخفاض المعدن الأصفر بنسبة 2%، حيث يُتوقع أن يُسجل انخفاضًا أسبوعيًا نتيجة ارتفاع قيمة الدولار، بالإضافة إلى المؤشرات الإيجابية بشأن تهدئة التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، خصوصًا بعد التقارير التي تفيد بإعفاء بكين بعض البضائع الأمريكية من الرسوم الجمركية، مما ساهم في التأثير على قرارات المستثمرين في السوق.

أسباب انخفاض أسعار الذهب وتأثير الدولار

تأثر الذهب في المعاملات الفورية بشكل واضح بانخفاض نسبته 1.9% ليصل إلى قيمة 3284.13 دولار للأوقية، ومع ذلك بلغ الانخفاض الأسبوعي 1.2% حتى الآن. العقود الأمريكية الآجلة أيضًا تراجعت بنسبة 1.6% لتصل إلى 3294.50 دولار، ما يعكس تأثير العوامل الاقتصادية والمالية على سعر المعدن الأصفر. ارتفاع الدولار بشكل قوي كان أحد أبرز الأسباب الرئيسية، حيث يعكس تعافي العملة الأمريكية تأثيرًا سلبيًا على الطلب العالمي على الذهب، مما يجعل تكلفته أعلى بالنسبة للمشترين من خارج الولايات المتحدة.

كما أشار خبير استراتيجيات السلع، دانيال غالي، إلى أن الانفراجة الملحوظة في الرسوم الجمركية تؤدي إلى انخفاض الضغوط على أسعار الذهب. وأكد على أن المستثمرين ما زالوا يقومون بالشراء عند الانخفاض، مما قد يدفع الذهب للعودة إلى اتجاهاته الصعودية في مرحلة لاحقة.

أثر التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين

التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين كان له دور كبير في ارتفاع سعر الذهب هذا العام، حيث يُعتبر الملاذ الآمن للمستثمرين في ظل الأزمات الاقتصادية. ورغم المحاولات الجارية مؤخرًا لتهدئة النزاعات بين البلدين، فإن الأسواق لا تزال بانتظار تطورات إيجابية تُجنب الاقتصاد العالمي تأثيرات طويلة المدى للنزاع التجاري؛ هذا التوتر رفع الذهب سابقًا إلى مستوى قياسي بلغ 3500.05 دولار للأوقية، في ظل ازدياد الطلب عليه من البنوك المركزية عالميًا والتحوط من تقلبات السوق.

في الوقت نفسه، كشفت شركات عديدة في الصين عن إشعارات تُفيد بدراسة إعفاءات لبعض الواردات الأمريكية التي تخضع لرسوم جمركية تُقدر بـ125%، مما يعزز من فرص التقارب الاقتصادي بين الطرفين.

أسعار المعادن النفيسة الأخرى

بالنسبة لباقي المعادن النفيسة، أظهرت المعاملات الفورية للفضة انخفاضًا بنسبة 1.1% مسجلةً 33.21 دولار للأوقية، ورغم هذا الانخفاض، تستمر الفضة في تسجيل مكاسب أسبوعية للأسبوع الثالث على التوالي. أما أسعار البلاتين، فقد نزلت بنسبة 0.5% ليصل إلى 965.75 دولار، في حين شهد البلاديوم هبوطًا بمعدل 1.5% ليُسجل 939.82 دولار. يُظهر هذا التنوع في أداء السلع انفصالًا نسبيًا بين توجهات المستثمرين تجاه المعادن النفيسة المختلفة بناءً على ظروف السوق.

يُعد الذهب مؤشرًا رئيسيًا لتقييم الأحداث الجيوسياسية والاقتصادية، ومع استمرار التوترات العالمية وتغير أسعار الفائدة، من المتوقع أن يستمر تأثير هذه العوامل على أسعار المعدن مستقبلاً.