بيتداول العديد من المستثمرين السؤال: هل سيصل سعر البيتكوين إلى 140 ألف دولار مع بداية عام 2026؟ شهدت العملة الرقمية البيتكوين انخفاضًا ملموسًا بعد أن سجّلت ذروة غير مسبوقة في أوائل أكتوبر متجاوزةً 126 ألف دولار، حيث تراجع سعرها بقوة إلى حدود 100 ألف دولار، قبل أن تستقر حول 103 آلاف دولار في نوفمبر، ويربط البعض هذا التراجع بتوقعات السوق حول تقليل وتيرة رفع أسعار الفائدة من قِبل الاحتياطي الفيدرالي؛ مع اقتراب نهاية 2025، يبقى سعر البيتكوين بعيدًا عن التوقعات التي كانت تشير إلى وصوله لـ200 ألف دولار في بداية العام.
فهم أسباب انخفاض سعر البيتكوين في السوق الحالية
انخفاض أسعار الفائدة يُعتبر عادةً مؤشرًا إيجابيًا لأسواق العملات الرقمية والبيتكوين، حيث يدفع المستثمرين للسعي وراء عوائد أعلى في الأصول ذات المخاطر المرتفعة، لكن خبراء سيتي جروب أكدوا أن السبب الأساسي وراء الانخفاض الحالي لسعر البيتكوين يعود إلى تقلص السيولة في الاقتصاد. يتجلى ذلك في انخفاض الاحتياطيات المصرفية التي يحتفظ بها الاحتياطي الفيدرالي، بجانب الحساب العام لوزارة الخزانة الأمريكية، الذي يُعد التزامًا في ميزانية البنك المركزي. يُعتبر هذا الحساب مثل الحساب الجاري للحكومة الذي تقوم من خلاله الوزارة بإجراء مدفوعاتها وتلقي الأموال من البنوك التجارية، والتي يمتلك شركاؤها حسابات لدى الاحتياطي الفيدرالي لتلبية احتياجات السيولة اليومية، والحصول على فوائد عليها. هناك علاقة عكسية بين الحساب العام لوزارة الخزانة واحتياطيات البنوك، فكلما زاد الحساب العام، انخفضت احتياطيات البنوك عادةً، نظرًا لأن أموال الحساب العام تأتي من البنوك نفسها. بالإضافة إلى ذلك، قام الاحتياطي الفيدرالي بتقليص ميزانيته العمومية عبر سياسة التشديد الكمي، حيث سمح للسندات بالاستحقاق دون إعادة استثمار العوائد، مما أثر على السيولة في الاقتصاد.
لكن هناك محاور قد تؤدي إلى استقرار أو حتى تعافي احتياطيات البنوك، من بينها إعلان الاحتياطي الفيدرالي عن توقف تقليص ميزانيته العمومية في ديسمبر، معتقدًا أن احتياطيات البنوك وصلت إلى مستويات “وفيرّة”، وإذا انخفضت الاحتياطيات بشكل كبير فقد يرتفع الطلب على السيولة ويؤدي ذلك إلى زيادة أسعار الفائدة على الإقراض قصير الأجل، كما حدث في 2019 عندما اضطر الاحتياطي الفيدرالي لضخ السيولة مجددًا. كذلك ساهم رفع سقف الدين في أوائل 2025 في استنزاف مؤقت لاحتياطيات الدولة، مما دفع وزارة الخزانة لإعادة بناء حسابها، وأدى هذا إلى انخفاض احتياطيات البنوك.
السبب الحقيقي وراء تساؤلات: هل سيصل سعر البيتكوين إلى 140 ألف دولار مع بداية عام 2026؟
البيتكوين يمتلك سجلًا تاريخيًا قويًا، خصوصًا في الربع الأخير من كل سنة. خلال الفترة من 2013 حتى 2024، سجل الربع الرابع مكاسب متوسطة تصل إلى 85%، مما يجعله أفضل ربع سنوي، حيث شهد البيتكوين في بعض السنوات ارتفاعات مذهلة مثل 168% في 2020 و215% عام 2017، ويسجل نجاحًا يصل إلى 480% إذا احتسبنا الأداء الكلي منذ 2013. من خلال دراسة البيانات الإحصائية، يتبين أن أفضل شهور البيتكوين هما نوفمبر وأكتوبر، وشهر نوفمبر هو الأفضل بمتوسط عائد 46%، يليه أكتوبر بنسبة 22%، ولهذا السبب يطلق المتداولون على أكتوبر اسم “Uptober”. فإن الأداء المخيب للآمال خلال شهري أغسطس وسبتمبر ليس بالأمر غير الاعتيادي ويتبع نمطًا تاريخيًا، بينما تأتي النجاحات الكبيرة للبيتكوين مع نهايات العام، وهذا يجعل المستثمرين يميلون إلى التوقعات الإيجابية للربع الأخير.
- متوسط مكاسب الربع الرابع: 85%
- أكتوبر: أفضل شهر بعد نوفمبر بعائد 22%
- نوفمبر: أفضل شهر بعائد 46%
- أداء ضعيف متوقع في أغسطس وسبتمبر
اتجاه سعر البيتكوين المستقبلي: هل سيرتفع حتى 140 ألف دولار في 2026؟
السيناريو المرجح حاليًا هو أن البيتكوين سيشهد موجة ارتفاع أخرى في نهاية عام 2025، مماثلة للارتفاع الملحوظ في عام 2021، مما قد يُسهم في زيادة سعره بنسبة 25%، مما قد يدفعه إلى تجاوز حاجز 140 ألف دولار. بالإضافة إلى ذلك، يتبع البيتكوين نمطًا دوراتيًا يستمر لأربع سنوات من الازدهار والانكماش، ونحن الآن نقترب من نهاية الدورة الحالية بعد مضي 17 شهرًا على آخر انقسام للبيتكوين. توقعات ارتفاع السعر في الفترة القادمة قد تأتي مع نهاية مفاجئة وحادة، وهو ما يتطلب من المستثمرين اليقظة وتحمل التقلبات المحتملة. هذه التقلبات قد تكون واسعة، ولذلك فإن اقتناء البيتكوين في هذه المرحلة يستدعي استعدادًا نفسيًا وماليًا جيدًا لمواجهة أي تغيرات حادة في الأسعار.
| العامل | التأثير على البيتكوين |
|---|---|
| انخفاض السيولة في النظام المصرفي | ضغط هبوطي على السعر |
| توقف التشديد الكمي ديسمبر | استقرار أو انتعاش الاحتياطيات |
| أداء قوي في الربع الرابع | دعم كبير لارتفاع السعر |
| دورة البيتكوين الربعية | ارتفاعات وانخفاضات دورية |
