المسار الأمريكي في ليبيا.. عبد المنعم العرفي يُنتقد إعلان “الهيئة العليا للرئاسات” ويصفه بإفشال للمسار الأممي
يرى عضو مجلس النواب الليبي عبد المنعم العرفي أن المسار الأمريكي الذي تتبعه واشنطن في الملف الليبي يؤثر سلباً على المسار الأممي، ويُعتبر إجهاضًا له، خاصة بعد إعلان تأسيس ما يُعرف بـ”الهيئة العليا للرئاسات”؛ إذ يرى العرفي أن هذه الخطوة لا تمثل تنسيقًا فاعلًا للقضايا الوطنية بل تحالفاً يكرس تقسيم السلطة ويُطيل الأزمة في ليبيا.
انتقاد “الهيئة العليا للرئاسات” وتحليل المسار الأمريكي في الملف الليبي
انتقد عبد المنعم العرفي إعلان تأسيس “الهيئة العليا للرئاسات” واعتبرها خطوة تهدف إلى ولا شيء سوى السيطرة على مقاليد الأمور في ليبيا، مستبعدًا أن تكون هذه الهيئة إطارًا لتنسيق المواقف بشأن القضايا الوطنية المهمة كما يروّج مؤسسوها؛ بل أوضح العرفي أنها تحالف علني تسعى أعضاؤه إلى الإمساك بزمام السلطة، وهو ما يفاقم الأزمة ويُبعد الحلول العملية، خاصة مع هدف دفع مجلس النواب للانخراط معهم مما يؤدي إلى إذكاء الصراعات وإطالة أمد الأزمة الليبية. برأيه، هذا الأسلوب يعكس مسارًا أمريكيًا يسير نحو إفشال المسار الأممي.
رد العرفي على طرح تأسيس مجلس سيادي لتوحيد ليبيا ودوره في المشهد السياسي
شدد عبد المنعم العرفي على أن ما يُتداول في الأوساط السياسية بشأن تأسيس مجلس سيادي لتوحيد البلاد ليس سوى طرح “عارٍ عن الصحة” لا يخدم المصلحة الوطنية، مستنكرًا كل ما من شأنه أن يشتت الجهود الوطنية لتوحيد الصف الليبي. وشدد على أن مثل هذه الطروحات قد تزيد من تعقيد المشهد السياسي، وتُبعد البلاد عمّا يجب التركيز عليه من خطوات بناء وقوية، خاصة في ظل تعقيدات المرحلة الراهنة.
اللقاء المرتقب بين عبد السلام الزوبي وصدام حفتر وتشكيل قوة مشتركة كبادرة إيجابية
على صعيد آخر، وصف العرفي اللقاء المرتقب بين عبد السلام الزوبي وصدام حفتر في أبوظبي لتشكيل قوة مشتركة بأنه بادرة إيجابية تخدم المصلحة العليا للوطن، مؤكدًا أن هذا اللقاء يأتي في إطار محاولات تفعيل آليات التعاون الأمني والعسكري بين مختلف الأطراف الليبية. وأشار إلى أن الخطوة ليست جديدة، حيث سبقتها تجربة مماثلة بين اللواء الحصان وصدام حفتر، مما يعكس رغبة واضحة في تحقيق قدر من الاستقرار وتهدئة الصراعات التي تعاني منها ليبيا.
- انتقاد تأسيس الهيئة العليا للرئاسات باعتبارها تحالفًا يسعى لاحتكار السلطة
- رفض طرح إنشاء مجلس سيادي يوحّد البلاد واعتباره غير مفيد وطنياً
- تأييد اللقاءات بين قيادات مختلفة لتشكيل قوة مشتركة تهدف للسلام والأمن
يُظهر تحليلات عبد المنعم العرفي بوضوح أن المسار الأمريكي في الملف الليبي لا يهدف إلى تسهيل الحلول السياسية أو دعم المسار الأممي، بل بات يشكل تحديًا حقيقيًا لاستقرار ليبيا ووحدتها الوطنية؛ إذ يطرح تحالفات لا تخدم سوى الإنقسام وإطالة الأزمة، بينما تبقى المبادرات الأمنية التي تجمع الأطراف الليبية هي الأفضل في الوقت الراهن لتحقيق مصالح الوطن. هذا الأمر يتطلب يقظة وطنية وتوافقًا حقيقيًا لتجاوز الصراعات القائمة وعدم الانجرار وراء محاولات التفتيت التي تعوق جهود السلام في ليبيا.
