تذبذب الأسواق.. هل الفيدرالي يجهز لخفض الفائدة أم تراجع محتمل يلوح بالظلام؟

فوضى التوقعات تضرب الأسواق، هل يخفض الفيدرالي الفائدة أم يتراجع؟ هذا السؤال يشغل بال المؤسسات المالية العالمية وسط بيانات متضاربة حول نمو الوظائف والبطالة في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، مما زاد من الغموض حول مستقبل سعر الفائدة الأمريكي في ديسمبر المقبل.

تراجع توقعات خفض الفائدة بعد تقرير الوظائف الأخير

شهدت توقعات خفض الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي حالة من الفوضى بين المؤسسات المالية العالمية التي اختلفت في تقييمها للبيانات الاقتصادية التي صدرت مؤخراً، حيث أضاف سوق العمل الأمريكي 119 ألف وظيفة جديدة في سبتمبر، متجاوزاً توقعات الاقتصاديين التي بلغت 53 ألف وظيفة فقط، مما شكّل مؤشراً على قوة متجددة في الاقتصاد الأمريكي بعد فترة من التباطؤ والقلق. بالمقابل، ارتفع معدل البطالة إلى 4.4%، وهو أعلى مستوى في أربع سنوات، ما أضاف عنصراً معقداً لتوقعات الفيدرالي بشأن اتجاه السياسة النقدية.

ومع هذا المشهد، تراجعت بنوك عملاقة كـ”جي بي مورجان” و”ستاندارد تشارترد” عن توقعاتها السابقة بخفض الفائدة 25 نقطة أساس في ديسمبر، معتبرة أن الاقتصاد الأمريكي ما زال يحتمل تباطؤ الصيف الذي قد يكون مبالغاً فيه، في حين استمرت بنوك أخرى مثل “دويتشه بنك” و”سيتي بنك” و”ويلز فارجو” و”بي إن بي باريبا” في توقعات خفض الفائدة، لكنها أقرّت بزيادة احتمالات تثبيت السعر بسبب تضارب البيانات التي شهدها السوق.

تصريحات الفيدرالي تزيد الضبابية على مستقبل الفائدة

جاءت تصريحات جون ويليامز، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، لتعقّد التوقعات أكثر، حيث أكد قدرة البنك المركزي على خفض أسعار الفائدة قريباً دون المساس بهدف التضخم المستهدف عند 2%، رغم أن التقدم نحو هذا الهدف توقف مؤقتاً مقارنة بمستوى التضخم الحالي البالغ حوالي 2.75%، مشيراً إلى احتمال تراجع الضغوط التضخمية مع تخفيف آثار التعريفات الجمركية. وقد أشار أيضاً إلى تليّن سوق العمل بعد ارتفاع معدل البطالة مؤخراً، وهو مؤشر يُظهر أن السوق لم يعد “ساخناً” كما كان قبل الجائحة، مما قد يفتح المجال أمام سياسة نقدية أكثر تيسيراً.

تقلبات حادة في توقعات الأسواق حول خفض الفائدة

انعكست حالة الانقسام الواضحة بين المؤسسات المالية على تحركات المستثمرين والمتداولين، حيث أظهرت بيانات أداة متابعة الفائدة في موقع “إنفستنج” ارتفاع احتمالات الإبقاء على سعر الفائدة عند 67.1% في أول رد فعل بعد صدور بيانات الوظائف والبطالة، لكنها انخفضت إلى حوالي 50% عقب تصريحات ويليامز، مع ارتفاع رهانات خفض الفائدة لاحقاً نتيجة الصيغة المتفائلة نسبياً لرئيس الفيدرالي في نيويورك.

  • إضافة وظائف أكبر من المتوقعة في سبتمبر
  • ارتفاع معدل البطالة إلى 4.4%، الأعلى منذ 4 سنوات
  • تراجع توقعات خفض الفائدة لدى بعض البنوك الكبرى
  • تصريحات متناقضة لمسؤولي الفيدرالي تؤدي إلى تقلبات
المؤشر الرقم
الوظائف المضافة في سبتمبر 119 ألف وظيفة
النمو المتوقع للوظائف 53 ألف وظيفة
معدل البطالة في سبتمبر 4.4%
معدل البطالة في أغسطس 4.3%

تظل حالة الغموض حاضرة على الساحة الاقتصادية، حيث تتراوح التوقعات بين خفض الفيدرالي للفائدة لتخفيف الضغط على الاقتصاد، والتريث نتيجة لقوة سوق العمل، ليظل السؤال قائمًا: هل سيخضع الفيدرالي لضغوط أداء الاقتصاد الحقيقي أم ينتظر المزيد من البيانات لتحديد قراره المقبل؟