4 مليارات دولار.. مصر تعزز احتياطياتها باستلام 80 شحنة غاز مسال من أمريكا

اتفاق مصر على شراء 80 شحنة من الغاز الطبيعي المسال بقيمة 4 مليارات دولار يؤكد دور القاهرة الاستراتيجي في سوق الطاقة العالمي، خاصة بعد توقيع الصفقة مع شركة “هارتري بارتنرز” الأمريكية التي ستبدأ توريد الشحنات اعتبارًا من يناير 2025، مما يعزز موقع مصر كمركز إقليمي للطاقة في شرق المتوسط.

استراتيجية تنويع مصادر الغاز الطبيعي المسال في مصر واستيراد 80 شحنة

تسعى مصر إلى تعزيز أمنها الطاقي من خلال تنويع مصادر الغاز الطبيعي المسال، حيث جاءت صفقة استيراد 80 شحنة من شركة “هارتري بارتنرز” الأمريكية بقيمة تصل إلى 4 مليارات دولار لتدعم ذلك الهدف الحيوي، خاصة مع بدء التوريد في بداية العام المقبل. وتأتي هذه الخطوة في سياق سعي مصر لأن تتحول إلى مركز إقليمي للطاقة بعد أن تعاقدت مسبقًا على استيراد ما بين 155 و160 شحنة خلال 2025 لسد الفجوة بين الإنتاج المحلي والاحتياجات المتزايدة للسوق المحلي. وأكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن الحكومة تستهدف استعادة مكانتها كمصدّر للغاز بحلول 2027، الأمر الذي يعكس استراتيجية متكاملة تتضمن تعزيز الاستدامة وتطوير البنية التحتية للغاز.

مرونة تسديد الغاز الطبيعي المسال ضمن صفقة مصر مع “هارتري بارتنرز”

من أهم مميزات اتفاق استيراد الغاز الطبيعي المسال من الشركة الأمريكية إتاحة تسهيلات ائتمانية تمتد بين 6 إلى 12 شهراً لشركة “إيجاس”، وهو ما يوفّر مرونة مالية حيوية لمصر مع مراعاة التقلبات السعرية في سوق الغاز العالمي. هذا الترتيب يعكس فهمًا مشتركًا لطبيعة سوق الغاز المسال، إذ تُحسب قيمة الشحنات وفق معادلة سعرية مرتبطة بالسوق في وقت التوريد، مما يجعل القيمة قابلة للزيادة أو الانخفاض. في هذا السياق، يُتوقع أن يتراوح حجم كل شحنة بين 140 و165 ألف متر مكعب، بقيمة مالية تراوحت وفق الأسعار الحالية بين 50 و55 مليون دولار، مع زيادة إضافية تصل إلى مليوني دولار للشحنات التي تُسدد على فترات زمنية ممتدة تصل إلى عام. وهذه الشحنات سيتم توريدها عبر الفرع المصري لشركة “هارتري بارتنرز إل بي” بعد إبرام الاتفاق التجاري مع “إيجاس”.

مصر أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في الشرق الأوسط خلال 2025 ودور الغاز في أمن الطاقة

تحولت مصر في 2024 إلى مستورد رئيسي للغاز الطبيعي المسال بسبب تراجع الإنتاج المحلي وارتفاع الطلب الناجم عن النمو السكاني وارتفاع درجات الحرارة، ما دفعها لتصبح أكبر مستورد للغاز المسال في الشرق الأوسط في 2025، متجاوزةً الكويت في هذا المجال. وارتفعت واردات مصر من الغاز بنسبة 51% خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاري، لتصل إلى 15.6 مليار متر مكعب وفق بيانات “جودي”. تسعى مصر إلى زيادة إنتاجها المحلي من الغاز الطبيعي إلى 6.6 مليار قدم مكعب يومياً بحلول 2030، مقارنة بـ4.2 مليار قدم حالياً، بالإضافة إلى تنفيذ خطة استكشافية بحفر 14 بئراً استكشافياً في البحر المتوسط عام 2026 لتقييم احتياطيات تقدر بنحو 12 تريليون قدم مكعب. كما يتمثل مستقبل مصر الطاقي في تحويلها إلى مركز إقليمي معززًا بتنوع مصادر الغاز الطبيعي المسال، ما يدعم استقرار السوق الداخلي ويخلق فرصًا لإعادة التصدير، بالإضافة إلى التكيف مع متطلبات النمو الاقتصادي واحتياجات الطاقة المتزايدة.

عدد شحنات الغاز الطبيعي المسال القيمة التقديرية للصفقة تاريخ بدء التوريد حجم الشحنة (متر مكعب)
80 شحنة 4 مليارات دولار يناير 2025 140-165 ألف
  • صافى مستورد للغاز لتلبية الطلب المتزايد في السوق المحلية
  • تسهيلات ائتمانية بين 6 و12 شهراً لسداد الغاز وفق ظروف السوق
  • توقعات بزيادة إنتاج الغاز المحلي وتحسين الاحتياطيات الاستراتيجية