نياحة القس توماس كانازاكي أول كاهن ياباني في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية شكلت علامة فارقة في تاريخ الإيمان القبطي العالمي، إذ حمل القس توماس رسالته من مصر إلى اليابان، وكرّس حياته لخدمة المذبح والتعليم والرعاية الروحية، متحديًا الحواجز الثقافية والدينية حتى بلغ أفقًا جديدًا من العطاء والتقوى، قبل أن يرقد في الرب سنة 2025.
مسيرة القس توماس كانازاكي ودوره كأول كاهن ياباني في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
القس توماس كانازاكي، أول كاهن ياباني في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، هو ثمرة انتشار الإيمان في الشرق الأقصى، حيث ولد في بيئة بعيدة عن الأرثوذكسية، لكنه امتلك شغفًا عميقًا لمعرفة الله بروح الرسالة. بقياده العناية الإلهية، غادر اليابان نحو مصر ليتلقى التدريب اللاهوتي في الكلية الإكليريكية، متعمقًا في دراسة اللاهوت واللغة القبطية والعربية، ليكون شاهدًا حيًا على عمق وتجذر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عالميًا. في عام 2004، رُسم كاهنًا على يد قداسة البابا شنودة الثالث، محققًا إنجازًا بوصفه أول ياباني يحصل على نعمة الكهنوت في هذه الكنيسة، ومنذ ذلك الحين كان له دور رائد في تأسيس حضور الكنيسة الأرثوذكسية في اليابان.
خدمة القس توماس كانازاكي في اليابان وأثره كأول كاهن ياباني في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
بعد رسامته، حمل القس توماس كانازاكي شعلة النور الروحي وعاد إلى وطنه ليؤسس أول نواة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في اليابان، حيث خدم بصدق وتواضع بين الجاليات المصرية واليابانية. كان يجمع بين روح التقوى اليابانية والالتزام القبطي، عملاً فريدًا في الطاعة والخدمة المتفانية. أسس خدمات رعوية وتعليمية متعددة، كما ساهم بنشر كتب كنسية مترجمة إلى اليابانية، وأدخل الليتورجيا القبطية إلى اللغة المحلية، مما سهل على المؤمنين اليابانيين تعميق ارتباطهم بالإيمان الأرثوذكسي القبطي.
رحيل القس توماس كانازاكي كتجسيد للإيمان القبطي العالمي
رقد في الرب القس توماس كانازاكي في 20 نوفمبر 2025، بعد حياة غنية بالعطاء والخدمة المستمرة لأكثر من عقدين. أصدرت الكنيسة القبطية في مصر واليابان بيانات نعي مؤثرة، معربة عن امتنانها لمساهمة القس توماس الروحية التي شهدت على محبة الحق ونعمته في أراضٍ بعيدة. قال أحد الآباء في تأبينه إن “القس توماس خدم الرب بصمت لكنه خلف أثرًا ممتدًا كزرع أثمر مئة ضعف”. تمثل مسيرته برهانًا على أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أصبحت كيانًا عالميًا، متشعبة جذورها من الإسكندرية إلى طوكيو، شاهدة على التوحد في الإيمان بغض النظر عن الاختلافات الثقافية واللغوية.
| معلومة | تفصيل |
|---|---|
| اللقب والمكانة | أول كاهن ياباني في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية |
| سنة الرسامة | 2004 على يد البابا شنودة الثالث |
| مكان الخدمة | اليابان وشرق آسيا |
| التعليم | الكلية الإكليريكية بمصر، دراسة اللغة القبطية |
| سمات شخصية | وداعة واتزان عميق |
| تاريخ النياحة | 20 نوفمبر 2025 |
- أول كاهن ياباني يُكرس في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
- دراسات معمقة في اللاهوت واللغات القبطية والعربية.
- خدمة مميزة في اليابان وتأسيس نواة للكنيسة هناك.
- نشر الكتب والطقوس القبطية باللغة اليابانية.
- تقديم نموذج للإيمان القبطي في ثقافة جديدة.
نياحة القس توماس كانازاكي أول كاهن ياباني في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ليست مجرد حدث شخصي، بل علامة روحية فجّرت آفاقًا جديدة للكرازة العالمية. هذه النياحة تؤكد أن رسالة الكنيسة تمتد لتشمل كافة الشعوب واللغات، فالقس توماس لم يكن مجرد كاهن بل رسول حمل رسالة المحبة والخدمة من قلب مصر إلى اليابان، ليترك أثرًا خالدًا في النفوس التي عايشته.
نياحة القس توماس كانازاكي أول كاهن ياباني في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تكشف عن حقيقة أن نعمة الله تتجلى في كل قلب بغض النظر عن لغته وأرضه، حيث عاش بسيطًا وأمينًا ومات بسلام، شاكرين الله على رسالته التي ستظل شاهدة على قدرة الإيمان القبطي في الوصول للعالم أجمع.
