الذكرى الثالثة عشرة.. البابا تواضروس يربط بين خدمة الكنيسة وقوة الشجرة في قداس مميز

الخادم كالشجرة المثمرة في قداس الذكرى الثالثة عشرة لتجليس البابا تواضروس يعكس عمقًا روحيًا وتأملًا ملهماً يستند إلى المزمور الأول، مؤكدًا أن الخدمة الحقيقية ليست مجرّد واجب بل حياة تنمو وتثمر بمحبة الله، وتكون مثالاً حيًا للنمو الروحي والعطاء المستمر الذي ينعكس على جميع من حول الخادم.

احتفال الكنيسة بمرور 13 عامًا على تجليس البابا تواضروس وتجديد مفهوم الخادم كالشجرة المثمرة

أُقيم قداس الذكرى الثالثة عشرة لتجليس البابا تواضروس في كنيسة “قانون الإيمان” بمركز لوجوس بوادي النطرون، حيث عبّر البابا عن شكره لله على سنوات الخدمة المباركة، التي شهدت نمو الكنيسة وتجديدها روحانيًا وفكريًا، مشيرًا إلى أن الكنيسة الجديدة تحمل في أيقوناتها وأعمدتها انعكاسات تاريخ قانون الإيمان والمجامع المسكونية. خلال هذا الاحتفال، استخدم البابا تواضروس تشبيه الخادم بالشجرة المثمرة ليُبرز أصل الخدمة الحقيقية، مؤكدًا أن الخادم يجب أن يكون مثمرًا ومتجددًا مثل الشجرة التي تُروى من مجاري المياه، فتتنوع وتجلب الخيرات.

خمسة أبعاد روحية للحياة الخدمية: الخادم كالشجرة المثمرة في الكتاب المقدس

استلهامًا من المزمور الأول، قدّم البابا تواضروس تعليمًا روحانيًا أرشد فيه الخادم الحقيقي إلى خمسة أبعاد أساسية للحياة الخدمية المتجددة والمثمرة:

  • كن ناميًا: النمو علامة على الحياة والحيوية، والخادم الأمين يثمر من خلال خدمته بمحبة الله التي تتجدّد دائمًا
  • كن هادئًا: الشجرة تنمو بصمت وعزلة، والخادم لا ينجر وراء ضجيج الإعلام، بل يستعمل وسائل التواصل بحكمة وتركيز
  • كن مُشبِعًا ومريحًا: كما تقدم الشجرة غذاء ودواء، يقدم الخادم كلمة الله التي تشبع النفوس وتمنح الراحة والسكينة
  • كن ساترًا: ظل الشجرة رمز للحماية والستر، والخادم الحقيقي يظلل ويرحم ضعفات الآخرين بمحبةٍ وحنان
  • كن كاملًا: الكمال جمال وروحانية، والخادم يسعى لأن يكون عمله متقنًا ليعكس تمجيد المسيح في كل فعل

وبهذه الأبعاد الخمس، استطاع البابا تواضروس أن يرسم صورة حيّة للخادم المثمر الذي يعيش الحياة المسيحية بكل عمقها، ويصل الآخرين بمحبة الله دون تراجع أو تردد.

الخادم كالشجرة المثمرة: تجديد الخدمة المسيحية وتأثيرها داخل مصر وخارجها

شدد البابا تواضروس على أن الخدمة ليست حكرًا على مكان أو زمان، بل هي امتداد حي لعمل المسيح الذي تجاوز الحدود والأمكنة، فالخادم الذي يثمر وينمو مثل الشجرة يترك أثره في كل مكان يوجد فيه، من خلال شهادة محبة ونعمة صادقة. وأوضح أن عطايا الله تجدد كل صباح، داعيًا المؤمنين إلى الخدمة بفرح واتضاع، مؤكدًا أن الاتضاع والأمانة وبهجة القلب هي أسس الحياة الخدمية. هذه الرؤية تجسّد مسيرة البابا في تجديد التعليم الكنسي وبناء الخدام، حيث يهتم بروح الفرد وشخصية الخادم ويحرص على تطوير الشباب داخل الكنيسة.

يُركز موقع الحق والضلال على نقل رسائل الكنيسة القبطية بكل دقة ووضوح، مع المساهمة في تغطية المناسبات الدينية وأحداث الكنيسة، منبّهًا على أهمية استمرار غذاء المؤمنين الروحي من خلال عِظات البابا التي تعكس رؤيته المتجددة للخدمة.

معلومات حول البابا تواضروس التفاصيل
تاريخ التجليس 2012
أسلوب العظات تعليمي ومعتمد على الكتاب المقدس
الاهتمام بالخدام بناء روحي وفكري، مع تركز خاص على الشباب
خطته للخدمة تجديد التعليم والخدمة الكنسية

تؤكّد تأملات البابا تواضروس في قداس الذكرى الثالثة عشرة لتجليسه على أن الخادم الحقيقي هو شجرة مثمرة تمرح بثمارها في كل الأوقات، توزع الظل والمحبة، وتغذي الجميع بكلمة الله بروح من الاتضاع والفرح، ما يجعل خدمته مميزة ويتجدّد أثرها في كل مكان داخل مصر وخارجها دون انقطاع.