«خسارة فادحة» الذهب يفقد بريقه مع صعود الدولار وانحسار التوتر الأمريكي الصيني

شهدت أسعار الذهب تراجعًا كبيرًا يوم الجمعة، حيث انخفضت بنسبة 2% ما تسبب في تكبد المعدن الأصفر خسائر أسبوعية واضحة، وكان هذا الهبوط مدعومًا بارتفاع قيمة الدولار الأمريكية جنبًا إلى جنب مع الإشارات الإيجابية بشأن تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أضعف الطلب على المعدن الثمين كملاذ آمن في الأسواق المالية العالمية.

انخفاض أسعار الذهب وأسباب التراجع

سجل الذهب الفوري تراجعًا بنسبة 1.7% ليصل إلى 3,290.43 دولارًا للأونصة خلال تعاملات يوم الجمعة، فيما فقد سعر المعدن الأصفر نسبة 1.2% من قيمته على مدار الأسبوع، كما شهدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة تراجعًا بنسبة 1.6% لتسجل 3,299.00 دولارًا، وذلك بالتزامن مع تحقيق الدولار مكاسب واضحة للمرة الأولى منذ فترة طويلة، مما قلل من جاذبية الذهب بالنسبة للمستثمرين خارج الولايات المتحدة الذين يتأثرون سلبًا بارتفاع تكلفة المعدن مقومة بعملاتهم الوطنية.

قال دانيال غالي، خبير استراتيجيات السلع لدى مؤسسة تي.دي سيكيوريتيز، إن الهدوء النسبي في التوترات حول الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين ساهم في الضغط على أسعار الذهب، ولكن التفكير الاستثماري الطويل الأمد يظل داعمًا للعودة لاحقًا إلى مسارات الصعود خاصة مع مواصلة المستثمرين الشراء عند الانخفاض.

التجارة العالمية وتأثيرها على الذهب

لقد لعبت التطورات الأخيرة في السياسات التجارية بين الولايات المتحدة والصين دورًا محوريًا في تحديد توجهات أسعار المعدن الأصفر. وأكدت تقارير أن بكين تبحث إعفاء بعض الواردات الأمريكية بنسبة 125% من الرسوم الجمركية، وهو ما يُفسر بأنه مؤشر إيجابي لتعزيز التجارة العالمية، وألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا تصريحات حول وجود حوارات مباشرة تهدف إلى تسوية النزاعات التجارية والتي كانت سببًا رئيسيًا في ارتفاع الطلب على الذهب سابقًا.

رغم ذلك، فإن ارتفاع الدولار وجني مكاسب هذا الأسبوع كان له وقع سلبي على أداء الذهب، حيث يجعل ارتفاع الدولار المعادن النفيسة أكثر تكلفة للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى.

توجهات الأسواق المالية وتأثير السياسة النقدية

بالإضافة إلى تطورات التجارة والسياسة، كان لتوقعات السياسة النقدية تأثير واضح على الأسواق، فقد أشار مسؤولو مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى عدم استعجالهم لتعديل السياسات المالية حتى تتضح الصورة العامة عن تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد، ومع ذلك، ظل الذهب محافظًا على مكانته كملاذ آمن مع تسجيله زيادات سنوية تجاوزت 25% هذا العام نتيجة الضبابية الجيوسياسية والاقتصادية، حيث لعبت الصراعات الدولية مثل الحرب الروسية الأوكرانية دورًا في دعم الذهب على المدى الطويل.

العامل التأثير على أسعار الذهب
تصاعد الدولار ارتفاع تكلفة الذهب للمستثمرين بالمقارنة مع العملات الأخرى
تهدئة التوتر التجاري ضغوط إضافية أسفرت عن انخفاض الأسعار الدولية
ارتفاع الطلب على الذهب زيادة أسعار المعدن النفيس في الأسواق اللاحقة

في النهاية، تبقى أسعار الذهب مرتبطة بمجموعة معقدة من العوامل مثل السياسة التجارية، مستوى الدولار، الأوضاع الجيوسياسية، وتوجهات البنوك المركزية، مما يجعلها دائمًا محط اهتمام المستثمرين والمحللين الاقتصاديين في الأسواق العالمية.