ضغط الدولار.. سعر الذهب ينخفض لليوم الرابع على التوالي ويتأثر بالتقلبات العالمية

تراجع سعر الذهب للجلسة الرابعة على التوالي وسط ضغوط الدولار المستمرة، حيث أثرت قوة الدولار وتراجع احتمالات خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لمعدلات الفائدة في الاجتماع المقبل بشكل واضح على أسعار المعدن النفيس خلال تعاملات الثلاثاء، مما دفع المستثمرين لإعادة تقييم مواقفهم والتوجه نحو التماسك بدلاً من المضاربة.

تراجع سعر الذهب اليوم وتأثير قوة الدولار

سجل سعر الذهب اليوم انخفاضًا بنسبة 0.6% ليصل إلى 4019.87 دولارًا للأونصة، في حين انخفضت عقود الذهب الأمريكية تسليم ديسمبر بنسبة 1.5% مسجلة 4011.30 دولارًا للأونصة؛ وهنا علق المحلل إدوارد ماير من شركة ماركس بأن الدولار أظهر قوة أكبر قليلاً خلال الجلسة، كما شهدت المراكز المضاربية التقليص خلال الأسبوع الماضي، الأمر الذي يدل على توجه سوق الذهب نحو الاستقرار في الوقت الراهن. ويرجع الضغط على سعر الذهب إلى استقرار الدولار أمام العملات الرئيسية بعد صعوده القوي في الجلسة السابقة، وهو ما يزيد تكلفة المعدن الأصفر على حائزي العملات الأجنبية، وبالتالي يحد من الطلب عليه.

تأثير وضع الفيدرالي الأمريكي على سعر الذهب

جاءت ضغوط أخرى على سعر الذهب بعد أن توصل المشرّعون الأمريكيون إلى اتفاق أنهى أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، وهو الحدث الذي أوقف صدور البيانات الرسمية وقلل التوقعات المتعلقة بخفض سعر الفائدة في ديسمبر المقبل. من جانب آخر، قلّص نائب رئيس الفيدرالي، فيليب جيفرسون، من هذه التوقعات في تصريحاته الأخيرة، حيث أكد أن البنك المركزي الأمريكي سيحتاج إلى التقدم بشكل بطيء عند اتخاذ أي خطوات خفض إضافية لسعر الفائدة. جدير بالذكر أن الذهب الذي لا يولد أرباحًا أو فوائد، يكون أداؤه أفضل عادةً في بيئة منخفضة الفوائد وفترات عدم اليقين الاقتصادي، مما يجعله ملاذًا استثماريًا في مثل هذه الظروف.

البيانات الأمريكية المرتقبة وأثرها على سعر الذهب

تتركز الأنظار هذا الأسبوع على البيانات الاقتصادية الأمريكية المرتقبة، وعلى رأسها تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر، المرتقب صدوره يوم الخميس، والذي يُعتبر مؤشرًا هامًا على صحة الاقتصاد الأمريكي. وبناءً على مذكرة صادرة عن “إيه إن زي”، تراجعت احتمالات خفض الفائدة في الاجتماع المقبل إلى 42% بعدما كانت تقترب من 100% عقب قرار سبتمبر، وهو ما أثر في شهية المستثمرين نحو الذهب. كما أشارت المذكرة إلى أن عوامل الدعم الهيكلية مثل:

• الضبابية الجيوسياسية
• مخاوف استدامة الدين الأمريكي
• اتجاهات تقليص الاعتماد على الدولار الأمريكي
• زيادة مشتريات البنوك المركزية من الذهب

ستعزز الطلب الاستثماري على الذهب على المديين المتوسط والطويل، مما يشير إلى فرص تماسك أو ارتفاع في الأسعار مستقبلًا.

تشير هذه المؤشرات إلى أن سعر الذهب يمر بفترة تراجع متأثرًا بعدة عوامل اقتصادية وسياسية، خصوصًا قوة الدولار وتوقعات البنك المركزي الأمريكي، غير أن العوامل الهيكلية تدعم إمكانية انتعاش المعدن النفيس في المستقبل القريب والمتوسط.