«انخفاض حاد».. الذهب يتراجع 2% نتيجة صعود الدولار وتهدئة التوترات التجارية

تراجعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ هذا الأسبوع، متأثرةً بعدة عوامل أبرزها صعود قيمة الدولار الأمريكي وتحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث شهدت الأسواق تقلبات ملحوظة انعكست على أداء المعدن الأصفر والمعادن النفيسة الأخرى، ليصبح التوجه نحو فهم التحليلات المستقبلية لأسعار الذهب أكثر أهمية.

أسعار الذهب اليوم: أداء الأسواق وانخفاض المعدلات

شهد الذهب انخفاضًا كبيرًا في المعاملات الفورية بنسبة 1.9% ليصل إلى 3284.13 دولار للأونصة، مسجلاً تراجعًا أسبوعيًا بنسبة 1.2% وفقًا للمؤشرات، فيما انخفضت العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 1.6% لتبلغ 3294.50 دولار، وهو ما يعكس تأثر السوق بتعزيز قيمة الدولار الأمريكي وقلة الطلب العالمي، وبالرغم من هذه التراجعات، فإن خبراء اقتصاديين يرون أن الذهب قد يعاود الصعود قريبًا بسبب استمرار الطلب عند الانخفاض.
الدولار الأمريكي ظهر كعامل رئيسي في سوق الذهب، حيث حقق مكاسب أسبوعية لأول مرة منذ عدة أشهر، ما جعل شراء الذهب أكثر تكلفة للمستثمرين والأسواق خارج الولايات المتحدة، كما أن ارتفاع الدولار عادةً ما يؤدي إلى تراجع أسعار المعادن النفيسة نتيجة العلاقة العكسية بين الطرفين.

تأثير السياسات التجارية بين الولايات المتحدة والصين على الذهب

خلال الأسبوع، عزز تقرير صادر عن الصين بإعفاء بعض المنتجات الأمريكية من الرسوم الجمركية آمالًا بتهدئة الحرب التجارية بين الجانبين، لتشهد الأسواق المالية استقرارًا نسبيًا، بينما تقلص التوتر التجاري الذي ساهم في ارتفاع أسعار الذهب مؤخرًا، إلى جانب الإعلانات التجارية للسلع المؤهلة للمزايا الجمركية، ما أدى إلى دعم سوق الأسهم بوجه عام وسحب الاستثمارات من الأسواق الآمنة كالمعادن.
فيما أظهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب النية لتحسين العلاقات من خلال التصريحات الإيجابية عن المحادثات الثنائية؛ ومع ذلك، فإن خبراء السوق يميلون إلى الحذر، حيث لا تزال التوقعات المستقبلية تتطلب مزيدًا من الوضوح بشأن تطورات التجارة العالمية وتأثيرها على أسواق الذهب.

مستقبل الذهب والمعادن النفيسة الأخرى: توقعات وآفاق

على الرغم من تراجع الذهب هذا الأسبوع، فإن التوقعات تشير إلى إمكانية تحقيق ارتفاعات جديدة في الأسعار، حيث توقعت تقارير بنكية مثل JP Morgan وصول الذهب إلى 4000 دولار للأونصة خلال العام المقبل، مستندةً إلى الطلب المتزايد من البنوك المركزية وعدم اليقين الاقتصادي الراهن، هذا بجانب التوترات الجيوسياسية التي تدعم الذهب كملاذ آمن.
أما المعادن النفيسة الأخرى مثل الفضة، فقد حققت مكاسب أسبوعية للأسبوع الثالث على التوالي، وبلغ سعرها 33.21 دولار للأونصة بالرغم من انخفاضها بنسبة 1.1% في جلسات التداول الأخيرة، في الوقت نفسه، تراجعت أسعار البلاديوم والبلاتين بنسب متفاوتة نظرًا لتذبذب عوامل العرض والطلب.

ختامًا، يظل الذهب سلعة استراتيجية يعتمد عليها المستثمرون كوسيلة للتحوط ضد التوترات الاقتصادية والسياسية، ومع استمرار التغيرات العالمية، تظل العوامل المؤثرة على الأسعار تحت المجهر لتحديد التوجهات المستقبلية.