قفزة مفاجئة.. أسعار النفط تتجاوز 64 دولارًا عقب تصعيد التوترات بين أوكرانيا وروسيا

أسعار النفط تقفز فوق 64 دولارًا للبرميل بعد تصاعد الهجمات والعقوبات على روسيا، موضحة تأثير التوترات الحالية على سوق الطاقة العالمية وتوقعات العرض والطلب.

ارتفاع أسعار النفط مع تصاعد المخاطر على الإمدادات الروسية

شهدت أسعار النفط يوم الجمعة قفزة ملحوظة، إذ تجاوز سعر خام برنت 64 دولارًا للبرميل عقب زيادة تفوق 3% في بداية التداولات، ليقلص بعض مكاسبه لاحقًا، بينما اقترب خام غرب تكساس الوسيط من حاجز 60 دولارًا؛ ويرجع هذا الارتفاع إلى تصاعد المخاطر التي يُقدرها المستثمرون على الإمدادات الروسية بعد سلسلة الهجمات الأوكرانية المتصاعدة والعقوبات الأمريكية الجديدة.
أعلنت السلطات في نوفوروسيسك عن هجوم واسع نفّذ بطائرات مسيرة استهدف مستودع نفطي وسفينة راسية في ميناء يعد من أبرز موانئ البحر الأسود، والذي يشكل مركزًا محوريًا في تدفقات النفط الروسي وصادرات كازاخستان، ما يزيد من القلق على استقرار الإمدادات.
يظل مراقبو السوق يراقبون هذه السلسلة المركزة من الضربات على البنية التحتية للطاقة الروسية، والتي تتنوع بين استهداف الموانئ الاستراتيجية ومصافي التكرير الرئيسية ضمن مسعى لتقليص الإيرادات النفطية التي تموّل العمليات العسكرية الروسية.

تأثير العقوبات الأمريكية على النفط الروسي وتوقعات السوق

دخلت العقوبات الأمريكية الأخيرة ضد شركتي روسنفت ولوك أويل حيز التنفيذ خلال الأيام المقبلة، في خطوة تُضاف إلى ضغوط الغرب على موسكو بسبب الأزمة الراهنة، مما يُسهم في تعزيز المخاطر التي تواجه صادرات الطاقة الروسية.
وحذرت وكالة الطاقة الدولية، حسب ما نقلت “بلومبرج”، من أن هذه العقوبات تمثل تهديدًا كبيرًا لتوقعات الإنتاج الروسي على المدى القصير؛ وهذا يفسر جزءًا من التحركات السعرية التي يشهدها الخام حاليًا.
مع ذلك، ورغم الارتفاع السريع في أسعار النفط، يظل خام برنت منخفضًا بنحو 14% منذ بداية العام، في ظل توقعات واسعة بأن سوق النفط الدولي قد يشهد تخمة في المعروض؛ حيث اتجهت دول “أوبك” وشركاؤها إلى إعادة تشغيل طاقات إنتاجية كانت معلقة سابقًا بهدف استرجاع حصصها السوقية، بالإضافة إلى زيادة إنتاج بعض الدول خارج التحالف.

توازن العرض والطلب ومستقبل أسعار النفط في ظل التوترات العالمية

يرتقب المتعاملون استمرار تذبذب أسعار النفط مع استمرار الهجمات والعقوبات في صاحبها تغييرات في موازين العرض والطلب؛ إذ تشير البيانات إلى مواجهة السوق العالمية تحديات متعددة، قد تدفع إلى تقلبات في الأسعار خلال الفترة المقبلة.
وهنا قائمة بأبرز العوامل المؤثرة في سوق النفط العالمي:

  • الضربات المستمرة على البنية التحتية للطاقة الروسية وتأثيرها على صادرات الخام
  • تنفيذ العقوبات الأمريكية على الشركات الروسية الكبرى وتأثيرها على الإنتاج والتصدير
  • إعادة تشغيل الإنتاج من قبل دول “أوبك” وشركائها لملء الفراغات السوقية
  • المخاوف من تخمة المعروض وارتفاع المخزون العالمي للنفط

ويُبرز الجدول التالي أسعار النفط الرئيسية في التداولات الأخيرة:

نوع الخام السعر الحالي (دولار/برميل)
خام برنت 64.15
خام غرب تكساس الوسيط 59.80

تظل الأسواق متيقظة لأي تطورات جديدة تتعلق بالصراع والأوضاع الجيوسياسية التي تؤثر بشكل مباشر على استقرار الإمدادات النفطية، مع توقعات بأن تبقى حالات التوتر عاملًا رئيسيًا في تحديد مسار الأسعار خلال الأشهر القادمة.