«صدمة ثقة».. تراجع ثقة المستهلك الأمريكي إلى أدنى مستوياتها تاريخياً

تشير التقارير الاقتصادية الحديثة إلى انخفاض حاد في ثقة المستهلك الأمريكي خلال شهر إبريل، مع تسجيل المؤشر المعدل 52.2 نقطة، وهو أحد أدنى المستويات منذ سبعينيات القرن الماضي، مما يعكس حالة من القلق المتزايد بشأن التضخم طويل الأجل والسياسات الجمركية. وفقاً لبيانات جامعة ميشيغان، فإن توقعات المستهلكين بارتفاع الأسعار خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة بلغت 4.4%، وهي أعلى نسبة منذ ثلاثة عقود.

انخفاض ثقة المستهلك الأمريكي في إبريل

شهد شهر إبريل انخفاضاً ملحوظاً في ثقة المستهلك الأمريكي، فقد تراجع المؤشر النهائي إلى 52.2 نقطة مقارنة بـ57 نقطة في مارس، مما يجعله رابع أدنى قراءة منذ السبعينيات. وأظهرت هذه البيانات أن المخاوف بشأن التضخم أصبحت أكثر وضوحاً، حيث يتوقع الأمريكيون زيادة الأسعار بنسبة 6.5% خلال العام القادم، وهو مستوى لم يٌشهد منذ عام 1981. على الرغم من هذه التوقعات المتشائمة، تشير النتائج أيضاً إلى وجود مساع حكومية لوقف التصعيد، مثل تعليق بعض الرسوم الجمركية مؤقتاً للحد من الصدمات الاقتصادية الناتجة عن السياسات التجارية.

تأثير السياسات الجمركية على الاقتصاد

أدى الإعلان عن الرفع الكبير في الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى تفاقم القلق الاقتصادي، حيث أشار الاستطلاع إلى أن 60% من المستهلكين لاحظوا تأثير هذه الرسوم دون أن يُطلب منهم التعليق. كما انعكس هذا التصعيد على مؤشرات التوقعات التي سجلت انخفاضاً إلى 47.3 نقطة. وبينما تستمر التوقعات السلبية بشأن سوق العمل والدخل، تظل السوق غير مستقرة بشكل ملحوظ، مما يضاعف القلق بشأن قدرة الأسر على تحمل التكاليف المرتفعة للمعيشة في ظل التحديات الراهنة.

تحديات سوق العمل والدخل الأمريكي

عانت مختلف الفئات الديموغرافية والاقتصادية من تراجع ملحوظ في الثقة والتوقعات المستقبلية. وفقاً للاستطلاع، يتوقع ثلثا المشاركين تراجع دخولهم المعدلة حسب التضخم خلال العام القادم. وقد تراجعت ظروف الشراء والإنفاق بشكل كبير، حيث أوضح المستهلكون مخاوفهم بشأن ارتفاع معدلات البطالة. من المثير للاهتمام أن هذه التغيرات لم تقتصر على توجه سياسي محدد، حيث سجلت توقعات الديمقراطيين والمستقلين أدنى مستوياتها التاريخية، في حين انخفضت ثقة الجمهوريين إلى أدنى مستوى لها خلال خمسة أشهر فقط. أما مؤشر الظروف الحالية فقد تراجع بدوره إلى 59.8 نقطة، مما يعكس التأثير المستمر للسياسات الجمركية على السوق الأمريكي.