التحول الأخضر والتحول الرقمي جناحا التقدم والتنمية يعدان ركيزتين أساسيتين لتحقيق التنمية المستدامة في ظل التغيرات العالمية المتسارعة، وهو ما أكده الدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن تتبع حركة شرائح الدخل يعكس مؤشرات حقيقية للتقدم الاقتصادي والاجتماعي، خاصة بعد النجاحات التي سجلتها الصين والهند في الحد من الفقر وزيادة الطبقة الوسطى، مقابل تراجعها في الغرب عقب الأزمة المالية ٢٠٠٨.
دور التحول الأخضر والتحول الرقمي في دعم التنمية المستدامة
يرى الدكتور محمود محيي الدين أن التحول الأخضر والتحول الرقمي يمثلان جناحا التقدم والتنمية، حيث لا يمكن تحقيق نمو مستدام وفاعل دون دمجهما في السياسات الوطنية. ومن خلال استثمار التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، يمكن للدول أن تستغل تنوعها الاقتصادي وزخمها السكاني لتحقيق طفرة تنموية حقيقية، وهو ما تؤمن به مصر التي تمتلك مقومات قوية في هذا المجال. ولفت محيي الدين إلى أن تجارب دول الآسيان والصين والهند تقدم نماذج ناجحة يمكن الاستفادة منها، مع الإصرار على التعلم من هذه الخبرات والتمسك بالاستمرارية والتراكم التدريجي.
مركز الثقل الاقتصادي العالمي والتحول الأخضر والتحول الرقمي
يرتبط مفهوم التحول الأخضر والتحول الرقمي بتحولات جذرية في موازين الاقتصاد العالمي، حيث بيّن محيي الدين أن مركز الثقل الاقتصادي انتقل من الشرق إلى الغرب تاريخيًا، لكنه يعود اليوم مرة أخرى إلى الشرق مع بروز الصين والهند كقوى اقتصادية صاعدة. هذه التغيرات تشكل تحديات جيوسياسية شديدة تعكس صراعات محتملة بين الشرق والغرب على مساحات النفوذ والتنمية، ما يفرض على الدول سرعة استيعاب التحولات ومواكبة التطور، خاصة عبر تبني استراتيجيات تعتمد على التحول الأخضر والتحول الرقمي ليتمكنوا من المنافسة والاستفادة من الفرص الجديدة.
التحديات والمربكات التي تواجه تحقيق التقدم والتنمية المستدامة
تواجه جهود التنمية المستدامة عدة مربكات مثل التحولات الديمغرافية، وسرعة التحضر، والتغيرات المناخية التي تتسبب في نزوح شعبي وصراعات على الموارد ومصادر الطاقة، مما يعرض الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للهشاشة. وفي هذا السياق، يشدد الدكتور محمود محيي الدين على أن الاستثمار في العنصر البشري، وتعزيز الصحة والتعليم، بالإضافة إلى العمل التنموي الإقليمي، يمثلون عوامل حاسمة لدعم التحول الأخضر والتحول الرقمي. وتبرز مبادرة «حياة كريمة» في مصر كمثال رائد على توطين التنمية، إذ تحتاج إلى دعم مستمر وتمويل إضافي لإحداث الفارق المطلوب في حياة المواطنين.
- استغلال الزخم السكاني والموارد الاقتصادية المتنوعة
- دمج التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في الاقتصاد الوطني
- مواجهة التحديات البيئية مثل التغير المناخي ونزوح السكان
- تعزيز خدمات الصحة والتعليم للاستثمار في رأس المال البشري
- التعاون والتنسيق الإقليمي لتحقيق التنمية المستدامة
يرتبط مستقبل التنمية في مصر والعالم بشكل كبير بقدرة الحكومات على توظيف التحول الأخضر والتحول الرقمي، وهو ما انعكس في اهتمام الرئيس السيسي بملف التكنولوجيا ولقاءاته مع كبرى شركات التكنولوجيا العالمية. كما يعكس تكريم الدكتور محمود محيي الدين من المجمع العلمي المصري وتقديم مؤلفاته مساهمته العلمية الكبيرة في دعم هذا الطريق الحيوي للتقدم المستدام.
