إفراج وشيك.. مصادر لندنية تكشف تفاصيل جديدة عن أنصار النظام السابق بعد سنوات من التوقيف

الإفراج عن أنصار النظام السابق يشهد تحولًا سياسيًا بارزًا إذ تستعد حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة للإفراج عن عبدالله السنوسي، أحد رموز النظام السابق الأكثر بروزًا، بعد أن أمضى أكثر من 14 عامًا في السجن وسط ظروف صحية متدهورة؛ هذا القرار يحمل دلالات مهمة في المشهد السياسي الليبي الراهن ويركز على تأجيج التحركات السياسية لتحقيق استقرار نسبي في البلاد.

خلفيات الإفراج عن أنصار النظام السابق وأسبابه السياسية

الإفراج عن أنصار النظام السابق وفي مقدمتهم عبدالله السنوسي يأتي كخطوة تعكس محاولات حكومة الوحدة الوطنية لترميم علاقتها مع أنصار النظام السابق وأطياف المعارضة المختلفة؛ حيث لعب السنوسي دورًا محوريًا داخل النظام القديم، وقد سبق أن صدرت بحقه قرارات للإفراج لأسباب صحية، لكن تدخلات من جهات سياسية وميليشيات مختلفة حالت دون تنفيذ تلك القرارات بسبب حساسيات موقعه داخل النظام السابق. تتزامن هذه الخطوة أيضًا مع مساهمة عبد الحميد الدبيبة في الإفراج عن هانيبال القذافي، الأمر الذي اعتبرته الصحيفة اللندنية محاولة ذكية لتعزيز الثقة مع أنصار النظام السابق واستقطاب دعمهم السياسي. وبجانب ذلك، أقرت الحكومة رسمياً الإفراج ضمن خطة استراتيجية تستهدف القبائل الكبرى كالورفلة، وترهونة، والمقارحة، والحساونة، وورشفانة، في سبيل تحقيق توازن سياسي يضمن استمرار استقرار نسبي في مناطق النفوذ التقليدية لهذه القبائل.

الإفراج عن أنصار النظام السابق كجزء من خطة توسيع قاعدة الدعم الشعبية

تُعد خطوة الإفراج عن أنصار النظام السابق جزءًا من مساعي الدبيبة لتوسيع قاعدته الشعبية والتعامل بمرونة مع الواقع السياسي الجديد في ليبيا؛ تزامن القرار مع تزايد الدعوات لتشكيل حكومة جديدة ضمن إطار المبادرة الأممية، مما دفع الدبيبة إلى اتخاذ خطوات استباقية تعزز من وجوده السياسي. هذه المبادرة تشمل استقطاب القبائل الكبرى وتأمين ولائها عبر خطوات ملموسة كالاعتراف بحقوقهم والسيطرة على مناطق نفوذهم. ويأتي هذا المسعى في وقت يواجه فيه الدبيبة تراجعًا ملحوظًا على صعيد التأييد الشعبي بالرغم من إحراز بعض التقدم في الملفات السياسية والعسكرية، وهو ما يجعله أكثر حرصًا على تعزيز مكتسباته السياسية ومواجهه الضغوط المتزايدة التي تخفض من مستوى تأثيره في المشهد السياسي الوطني.

الأبعاد السياسية وراء الإفراج عن أنصار النظام السابق

تشير المصادر إلى أن الدبيبة يسعى من خلال الإفراج عن أنصار النظام السابق إلى مجاراة أطراف مؤثرة في ليبيا، لا سيما الفعاليات الشعبية الموالية للمشير خليفة حفتر، التي تطالب بمنحه تفويضًا لقيادة المرحلة المقبلة. هذه الخطوة تُعد محاولة للتقرب من هذه الأجنحة الشعبية ولإظهار مرونة سياسية وتجاوب مع مطالب الشارع، في ظل تراجع شعبية الدبيبة الذي شهد ازديادًا واضحًا إثر تسليم حكومته بوعجيلة المريمي إلى واشنطن في نوفمبر 2022، وهو ما خلّف ردود فعل شعبية متباينة. لذلك فإن محاولة استعادة التأييد الشعبي عبر قرار الإفراج تعكس تطلعاته لتوحيد الصفوف الداخلية وتعزيز موقفه في ظل تنافس سياسي محتدم.

  • الإفراج عن السنوسي جاء بعد مساهمة الحكومة في إطلاق سراح هانيبال القذافي.
  • قرار الإفراج يتماشى مع خطة لاستقطاب القبائل الكبرى في ليبيا.
  • التحديات الصحية لعبت دورًا في اتخاذ قرارات الإفراج عن رموز النظام السابق.
  • الخطوة تكتيكية لتعزيز شعبية الدبيبة في وقت تزايدت فيه الدعوات لتشكيل حكومة جديدة.