من الإسكندرية إلى باريس!.. من هي السوبرانو فرح الديباني التي سحرت ماكرون بصوتها؟

في مشهد لفت أنظار العالم، قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يد السوبرانو المصرية فرح الديباني عقب أدائها المؤثر للنشيد الوطني الفرنسي خلال احتفاله بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية، وتلك اللفتة الرمزية لم تكن مجرد مجاملة بروتوكولية، بل تعبير عن تقدير لفنانة مصرية استطاعت أن تحجز لنفسها مكانا مميزا في سماء الأوبرا العالمية.

من مكتبة الإسكندرية إلى أوبرا باريس

فرح الديباني، المولودة في الإسكندرية عام 1989، بدأت رحلتها الفنية من مكتبة الإسكندرية، حيث صقلت موهبتها الموسيقية مبكرا، ولم تكتف بالدراسة محليا، بل انتقلت إلى ألمانيا ثم فرنسا لتلتحق بأرقى المعاهد الموسيقية، حتى أصبحت أول مغنية سوبرانو عربية تنضم إلى أكاديمية أوبرا باريس العريقة.

محطات مضيئة وجوائز عالمية

موهبتها اللافتة وجاذبيتها على المسرح جعلتاها تحصل على جوائز مرموقة في مسابقات دولية، منها جائزة مؤسسة فاغنر، وجائزة مهرجان رانسبرج، وتكريم من الرئيس المصري في منتدى شباب العالم، وحضورها العالمي منحها مكانة خاصة كسفيرة للثقافة العربية في الفنون الكلاسيكية.

إلهام لجيل جديد من الفنانين

فرح الديباني أصبحت قدوة لجيل كامل من الشباب العربي الطامح للتميز في المجالات الفنية، كثير من المغنين والموسيقيين يرون فيها رمزا للنجاح خارج الحدود، وخاصة في مجال الأوبرا الذي لا يزال بعيدا عن الضوء في العالم العربي، وقصتها تفتح الباب أمام الحلم، وتثبت أن الصوت إذا كان صادقا، يصل إلى أبعد المسارح في العالم.

مرافقتها لماكرون في زيارته لمصر

في أبريل 2025، عادت فرح إلى وطنها، برفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ضمن وفد رسمي خلال زيارته إلى القاهرة، وشاركت في فعاليات ثقافية وفنية تم خلالها تسليط الضوء على عمق العلاقات الفرنسية المصرية، مؤكدة أن الفن لغة عالمية تتجاوز السياسة والحدود.

فن يجمع الحضارات

إلى جانب إنجازاتها الفنية، تملك فرح حضورا اجتماعيا مؤثرا، فهي مثال على تمكين المرأة العربية في مجالات كانت حكرا على الغرب لعقود، وتؤمن فرح بأن الموسيقى أداة للحوار، وقوة ناعمة بإمكانها تغيير الصورة النمطية عن المجتمعات العربية، وهو ما تجسده في كل عرض تقدمه أمام جمهور متعدد الثقافات.