ارتفاع مستمر.. أسعار الفضة تسجل مكاسب جديدة لليوم الثالث على التوالي وتفاجئ المستثمرين

ارتفاع أسعار الفضة لليوم الثالث على التوالي يعكس تغيرات ملحوظة في الأسواق المحلية والعالمية، مدفوعة بتصاعد التوقعات بشأن استمرار السياسة النقدية التيسيرية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما يجعل الفضة في دائرة جذب المستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن وسط الغموض الاقتصادي.

ارتفاع أسعار الفضة محليًا وتأثيرها على السوق

شهدت أسعار الفضة في الأسواق المحلية تحركًا صاعدًا واضحًا خلال تداولات الثلاثاء، حيث ارتفع جرام الفضة عيار 800 من 65 إلى 68 جنيهًا، بينما سجل عيار 925 حوالي 79 جنيهًا، وبلغ عيار 999 قرابة 85 جنيهًا، في حين استقر سعر جنيه الفضة عند 632 جنيهًا. تأتي هذه الزيادات نتيجة لتوقعات المستثمرين لتيسير السياسة النقدية الأمريكية في الاجتماع المقرر لمجلس الاحتياطي الفيدرالي ديسمبر المقبل، الأمر الذي يعزز من جاذبية الفضة كأصل استثماري. على المستوى العالمي، سجلت أسعار الفضة مكاسب متواصلة لليوم الثالث، إذ ارتفع سعر الأوقية من 48 إلى 51 دولارًا، مع تسجيل ذروة في منتصف أكتوبر عند 55 دولارًا، وهو أعلى مستوى منذ أكثر من أربعة عقود، مدعومًا بالبيانات الواردة من مؤشر CME FedWatch التي تشير إلى احتمال يفوق 60% لخفض أسعار الفائدة الأمريكية قريبًا.

المؤشرات الاقتصادية الأمريكية ودورها في ارتفاع أسعار الفضة

كان لصعود أسعار الفضة علاقة وثيقة بالمؤشرات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة الصادرة مؤخرًا، حيث سجل مؤشر ثقة المستهلك تراجعًا إلى 50.3 نقطة، يرافقه تباطؤ في التوظيف وتراجع في مبيعات التجزئة، مما يعزز من تكهنات تحوّل الاحتياطي الفيدرالي نحو سياسة نقدية أكثر مرونة لدعم النمو الاقتصادي. مثلت هذه التطورات بيئة مثالية لارتفاع أسعار الفضة التي تُعتبر ملاذًا آمنًا في ظل التقلبات الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، ساهم الحل الجزئي لأزمة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة بتحسن معنويات المستثمرين، بعدما أقر مجلس الشيوخ مشروع قانون التمويل بأغلبية 60 صوتًا مقابل 40، مهددًا الطريق لإعادة فتح الوكالات الفيدرالية، فيما استقر مؤشر الدولار الأمريكي قرب 99.60 نقطة وسط توقعات لقرارات جديدة من الاحتياطي الفيدرالي.

الطلب الصناعي العالمي والاحتياطات وتأثيرها على سوق الفضة

تدعم الفضة صعود أسعارها مزيج من الطلب الاستثماري والطلب الصناعي، حيث يشكل الطلب الصناعي أكثر من 60% من استهلاك الفضة عالميًا، لا سيما في قطاعات التكنولوجيا والطاقة الشمسية، مع استمرار العجز في المعروض للعام الخامس على التوالي نتيجة لانخفاض المخزونات العالمية وارتفاع معدلات تأجير الفضة لأرقام تاريخية. يُظهر التقرير تحذيرات حول إمكانية أن يؤدي ارتفاع الأسعار الحاد إلى دفع شركات الطاقة الشمسية نحو تقليص استهلاك الفضة واستبدالها بالنحاس في تصنيع الألواح الشمسية، على الرغم من كون هذه التكنولوجيا في مراحلها الأولى. كما يُحتمل أن تستمر موجات التصحيح القصيرة في الأسعار عند تحسن الإمدادات، مما يعكس حساسية سوق الفضة للتغيرات المتسارعة.

• ارتفاع الأسعار مدعوم بتوقعات تيسير السياسة النقدية الأمريكية
• تراجع المؤشرات الاقتصادية يرفع جاذبية الفضة كاستثمار آمن
• الطلب الصناعي يغلب على استهلاك الفضة العالمي
• التقلبات في أسعار الفضة مرتبطة بأزمة المعروض وارتفاع تأجير الفضة
• تحديات في استهلاك الفضة بقطاع الطاقة الشمسية نتيجة للارتفاع المستمر في الأسعار