«أسباب مفاجئة» وراء تراجع أسعار الذهب في مصر اليوم الجمعة

تراجعت أسعار الذهب عالمياً اليوم الجمعة تأثراً بأنباء تفيد بأن الصين تخطط لتخفيف القيود الجمركية على واردات أمريكية مختارة، مما أدى إلى عودة شهيّة المخاطرة لدى المستثمرين مقابل الطلب المعتاد على الذهب كملاذ آمن. هذا الانخفاض في أسعار الذهب يأتي وسط تطورات مستمرة في النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين وتذبذب الأسواق العالمية.

تأثير النزاع التجاري بين أمريكا والصين على أسعار الذهب

تتأثر أسعار الذهب بشكلٍ مباشر بالتطورات في النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة، ففي الوقت الذي أعلنت فيه الصين خططاً للإعفاء الجمركي لبعض السلع الأمريكية بنسبة تصل إلى 125%، شهدت الأسواق تحركات نحو الأصول ذات المخاطر المرتفعة مثل الأسهم، انخفضت أونصة الذهب بنسبة 1.4% من 3348 دولاراً إلى 3303 دولارات. هذا التحسن في شهيّة المخاطرة انعكس على تراجع الطلب على الذهب، بالرغم من أن التوترات العالمية الأخرى والاهتمام المتواصل بالذهب كاستثمار ما زالا يضفيان بعض الدعم عليه.

تحركات أسعار الذهب محلياً في الأسواق

في مصر، شهد السوق المحلي هبوطاً في أسعار الذهب نتيجة الانخفاض العالمي، واستقر سعر الذهب عيار 21 عند 4785 جنيهاً مصرياً للجرام مع بداية التداولات، قبل أن يصعد قليلاً إلى 4790 جنيهاً. يُعزى هذا الاستقرار النسبي إلى ثبات سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري في البنوك المحلية، والذي جعل السوق المحلي معتمداً بالكامل على تطورات الأسعار العالمية. هذا التراجع يُعتبر نتيجة طبيعية للتصحيح المستمر في الأسواق العالمية، حيث تحاول أسعار الذهب تحقيق توازن جديد بعد وصولها إلى مستويات قياسية بالسابق.

أبرز العوامل المؤثرة على مستقبل أسعار الذهب

يتوقع الخبراء استمرار التحديات أمام ارتفاع أسعار الذهب نظراً لتحسن قيمة الدولار عالمياً وارتفاعه عن أدنى مستوياته خلال السنوات الأخيرة، إلا أن المعدن الأصفر لا يزال قريباً من مستويات قياسية سابقة عند 3500 دولار للأوقية. من جهة أخرى، تلعب صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب دوراً مهماً في التوجهات الشرائية، حيث استمرت التدفقات عليها للأسبوع الثاني عشر على التوالي بواقع 33.4 طن من الذهب حتى منتصف الشهر. يعتبر هذا الدعم إشارة إيجابية رغم نقص المحفزات الاقتصادية للتحركات الكُبرى.

فيما يتعلق بالسياسات المالية في مصر، أبرز قرارات البنك المركزي مثل خفض أسعار الفائدة وتوقف إصدار السندات ذات العائد المرتفع وضع المزيد من التحديات أمام المدخرين، مما يجعل الذهب خياراً بديلاً قابلاً للنمو. الأسواق تترقّب ما تنبئ به الأيام المقبلة بشأن النزاع التجاري بين الصين وأمريكا، خصوصاً بعد تصريحات مسؤولي البلدين، حيث أكّدت الصين ضرورة رفع جميع التعريفات الجمركية أحادية الجانب لحل النزاع، في حين تصر الولايات المتحدة على استمرار المحادثات دون تقديم تنازلات كُبري.

إجمالاً، تُظهر حالة الذهب اليوم عالمياً ومحلياً ديناميكية شديدة التأثر بالاستقرار الاقتصادي والسياسي العالمي، مما يجعل الذهب دائماً محوراً للاستثمار في أوقات تقلب الاقتصاد.