«انخفاض مفاجئ» أسعار الذهب في مصر اليوم الجمعة وأسباب الهبوط الكبير

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا مع مستهل اليوم الجمعة، نتيجة التطورات الاقتصادية العالمية وتحسن شهية المستثمرين للمخاطرة، خاصة بعد إعلان الصين نيتها تخفيض الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الأمريكية؛ مما أدى لتقليص الاعتماد على الذهب كملاذ آمن. كما تأثر الذهب محليًا بتذبذب حركة السوق العالمية واستقرار سعر الدولار مقابل الجنيه، ما جعل التسعير المحلي مرتبطًا بالتغييرات الدولية.

تأثير النزاع التجاري بين الصين وأمريكا على أسعار الذهب

ساهمت التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة بشكل كبير في تقلب أسعار الذهب عالميًا، إذ يُعتبر المعدن الأصفر ملاذًا آمنًا يلجأ إليه المستثمرون في أوقات عدم اليقين. وأوضحت التقارير أن الصين تدرس إعفاء بعض السلع الأمريكية من الرسوم الجمركية؛ مما أسهم في تخفيف حدة القلق في الأسواق. هذا التحرك أدى إلى تراجع الذهب بنسبة 1.4% ليصل سعره إلى 3287 دولارًا للأونصة، مع توقعات بأن تهدئة التوترات قد تستمر في التأثير السلبي على طلب المعدن.

رغم عدم وضوح نتائج المحادثات التجارية بين الطرفين، لوح متحدث باسم وزارة التجارة الصينية بأهمية إلغاء الولايات المتحدة للإجراءات الجمركية المطبقة. ومع ذلك، فإن السوق لا تزال تشهد حالة من التذبذب في الأسعار، حيث تتأثر بشدة بأية أخبار متعلقة بالنزاع التجاري أو إشارات التهدئة بين الطرفين.

تراجع أسعار الذهب محليًا وعوامل التأثير

على الصعيد المحلي، شهد الذهب انخفاضًا طفيفًا في سعر الجرام الواحد، حيث افتتح عيار 21 تعاملاته عند 4785 جنيهًا، ليصعد قليلًا إلى 4790 جنيهًا، في ظل استمرار الترابط الوثيق مع السوق العالمية. هذا الانخفاض يأتي نتيجة تصحيح الأسعار العالمية بعد سلسلة من الارتفاعات القياسية، بالتزامن مع استقرار سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري. كذلك تأثرت الأسواق المحلية بقرار البنوك وقف إصدار الشهادات ذات العائد المرتفع، ما قد يدفع المستثمرين للنظر نحو الذهب كخيار بديل.

يتابع المستثمرون المحليون باهتمام شديد حركة الأسعار وتطورات القرار الاقتصادي الأخير للبنك المركزي بشأن خفض أسعار الفائدة على الشهادات، في وقت يترقب فيه الجميع مدى تأثير هذه التغيرات على أنماط الادخار والاستثمار بالسوق المحلي.

تحليل توقعات أسعار الذهب عالميًا

لم تسلم أسعار الذهب عالميًا من التقلبات خلال الأيام الماضية، حيث شهدت ضغوطًا إضافية مع صعود الدولار بعيدًا عن أدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات، مما جعل المعدن الأصفر أقل جاذبية للمستثمرين الدوليين. ومع اقتراب السعر العالمي من مستوى 3290 دولارًا للأونصة، الذي يمثل مستوى مهمًا من الدعم، يسعى الذهب للحفاظ على بريقه وسط استمرار تدفقات صناديق الاستثمار المدعومة بالمعدن النفيس، التي سجلت إضافة 33.4 طنًا خلال الأسبوع الأخير.

تتمثل التحديات الحالية للأسواق في غياب اتفاق شامل ونهائي ينهي النزاع التجاري بين أكبر اقتصادات العالم، بينما تستمر العوامل الهيكلية مثل التوترات الجيوسياسية وسياسات البنوك المركزية في تقديم الدعم لأسعار الذهب على المدى الطويل. ومع ذلك، تبقى الأسواق على مقربة من حركة جديدة من التصحيح قد تُعيد الأسعار لمسار صعودي أو تُبقيها قيد التذبذب لفترة أطول.