عبادات ضرورية.. التوبة والصدقة والصيام تمهد لصلاة الاستسقاء لضمان الاستجابة

صلاة الاستسقاء هي العبادة التي يلجأ إليها المسلمون عند انحباس المطر أو تأخره، وتعتبر من السنن النبوية المؤكدة التي يتم فيها التوبة والصدقة والصيام كعبادات تسبق صلاة الاستسقاء لضمان الإجابة، فهي تعبير واضح عن حاجة الناس وافتقارهم إلى رحمة الله في جلب الغيث ومنح البركة والرزق.

ما هي صلاة الاستسقاء وموعد إقامتها وفقًا للسنة النبوية

صلاة الاستسقاء تعني طلب نزول المطر من الله تعالى عند الحاجة إليه، وهي سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء مثل المالكية والشافعية والحنابلة، لما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بممارسته لها في أوقات انحباس المطر أو نقص المياه الذي قد يؤدي إلى ضرر الزرع والضرع وحياة الناس. تُقام هذه الصلاة في أي وقت ما عدا أوقات النهي عن صلاة النوافل مثل عند طلوع الشمس أو في كبد السماء أو عند غروبها، ويُفضل أداؤها بعد ارتفاع الشمس بمقدار رمح حتى قبل الزوال، أي في الوقت الذي تُؤدى فيه صلاة العيد لتعظيم قدر هذه العبادة المباركة.

كيفية أداء صلاة الاستسقاء بالتفصيل وأهم السنن المرتبطة بها

تُصلى صلاة الاستسقاء ركعتين جهريتين تشبهان في أدائهما صلاة العيد مع اختلافات بسيطة في مكونات الصلاة والخطبة والدعاء، ويُستحب أن يُقام المصلى أو المكان واسعًا خارج العمران اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ليجمع أكبر عدد من الناس ويُظهر التواضع والانكسار لله تعالى.

خطوات وأركان الصلاة

  • الركعة الأولى: يبدأ الإمام بتكبيرة الإحرام ثم ست تكبيرات زائدة ليكون المجموع سبع تكبيرات، يقرأ فيها سورة الفاتحة وسورة الأعلى جهرًا.
  • الركعة الثانية: بعد القيام يكبر الإمام خمس تكبيرات زائدة، ثم يقرأ سورة الفاتحة وسورة الغاشية جهرًا، ثم يسلم.

الخطبة والدعاء

تُلقى خطبتان كالعادة في صلاة العيد، لكن جمهور الشافعية والحنابلة يرون أن الخطبة تكون بعد الصلاة، مع تركيز على الاستغفار وقراءة آيات التوبة بدل التكبيرات التي تُقال في عيد الفطر والأضحى، ويُرفع يدي الإمام ليدعو بدعاء النبي “اللهم أغثنا… عاجلًا غير آجل” موجهًا نحو القبلة ليُعبر عن الحاحه على رحمة الله وتوسل العباد إليه.

سنة تحويل الرداء

من السنن التي تميز صلاة الاستسقاء عن غيرها، تحويل الإمام والناس لأرديتهم أو عباءاتهم بحيث تُقلب من اليمين إلى اليسار، وهذا الفعل يدل على التفاؤل بالتحول من الجدب إلى الخير والغيث، كما يعبر عن شدة التضرع والافتقار إلى الله وحده.

العبادات المُقدمة لصلاة الاستسقاء وأثرها في تحقق الإجابة والتوكل الحقيقي

التوبة والصدقة والصيام تسبق صلاة الاستسقاء لتُزكّي القلوب وتُطهّرها من الذنوب والمعاصي، إذ تُعتبر أسبابًا من أسباب نزول الرزق وهطول المطر، إذ أن الذنوب قد تمنع القطر، وبالتالي يجب على الناس التوبة الصادقة ورد الحقوق إلى أصحابها، مع الإكثار من الصدقة وصلة الرحم، ويفضل صيام ثلاثة أيام قبل الصلاة.

كما ينبغي إعلان موعد الخروج إلى المصلى قبل ثلاث أيام ليتهيأ الناس لهذه الأخرة الميمونة، مع الخروج مشيًا متواضعين، وخاشعين لهيبة الموقف، مع اصطحاب الأطفال والبهائم الرحمة والتضرع إلى الله بأن يُرحم ضعفهم وطهارتهم.

العبادة الأهمية والهدف
التوبة والاستغفار تكفير الذنوب ونقض أسباب منع نزول المطر
الصيام والتصدق سبب في قبول الدعاء وزيادة البركة
وعد الناس بالخروج تهيئة النفوس واستعداد الجماعة
الخروج مشيًا والتواضع التضرع والخشوع والابتعاد عن الزينة
اصطحاب الأطفال والبهائم طلب الرحمة برقة وبراءة صغار السن والبهائم

صلاة الاستسقاء رسالة واضحة لكل مسلم بأن المطر رزق من الله يُنزل لحكمة ويُمنع لحكمة، وأنها تربية روحية تُعلّم التوكل الكامل على الله، والاعتراف بأن الذنوب سبب لمنع الخير، كما تُذكرنا بحاجة العبد الدائمة إلى باب الرحمن الذي لا يُرد فيه دعاء من تضرع إليه بصدق وتوبة.