«تراجع قوي» للذهب.. إعفاء السلع الأمريكية من الرسوم يضغط على الأسعار

تراجعت أسعار الذهب العالمي والمحلي اليوم، على خلفية تقارير أفادت بدراسة الصين إعفاء بعض الواردات الأمريكية من الرسوم الجمركية، وهو ما دفع إلى تقليل الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن. يأتي ذلك في ظل تحسن نسبي لشهية المخاطرة في الأسواق العالمية، وتأثير إيجابي على أداء الدولار أمام العملات الأجنبية الأخرى.

تراجع أسعار الذهب في الأسواق العالمية

شهدت أسعار الذهب العالمي انخفاضًا كبيرًا اليوم، مسجلةً خسائر بنسبة 1.4%، حيث وصل سعر الأونصة إلى المستوى 3290 دولارًا في الفترة الحالية بعد أن افتتح التداول عند 3348 دولارًا، مما يعكس الضغوط البيعية المتزايدة نتيجة لتحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. هذا التحسن عزز من ثقة المستثمرين وحفّزهم على تقليل حيازتهم من الذهب كملاذ آمن.

وأفادت تقارير بأن الصين تدرس خفض الرسوم الجمركية بنسبة تصل إلى 125% على بعض الواردات الأمريكية، مع مطالبة الشركات الصينية بتحديد المنتجات المؤهلة للإعفاء. وقد صرح متحدث باسم وزارة التجارة الصينية أن على الولايات المتحدة رفع جميع القرارات الجمركية الأحادية إذا كانت جادة في حل النزاع، ما يشير لاحتمالية حدوث انفراجة في الأزمة الاقتصادية بين القوتين العالميتين، لتنعكس هذه التطورات إيجابيًا على الأسواق الأخرى.

أسعار الذهب المحلي وتأثير السوق العالمي

أثر التراجع العالمي على أسعار الذهب المحلي في مصر، حيث انخفض سعر الذهب عيار 21 الأكثر استخدامًا إلى نحو 4790 جنيهًا للجرام بعد أن سجل 4820 جنيهًا في تداولات الأمس. ويرجع هذا الانخفاض إلى حركة التصحيح السلبي في أسعار الذهب العالمية، إلى جانب استقرار سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، حيث أصبح التسعير المحلي للذهب أكثر ارتباطًا بالحركة العالمية.

وكان البنك المركزي المصري قد خفض أسعار الفائدة مؤخرًا، ما دفع البنوك الحكومية إلى إيقاف شهادات الادخار بالعائد المرتفع، وتسبب ذلك في إعادة تسعير الاستثمارات لدى العموم. لذا، بات الذهب خيارًا رئيسيًا لبعض المستثمرين الراغبين في التحوط ضد تقلبات التضخم وأسعار العملات.

توقعات أسعار الذهب في المستقبل القريب

تشير التوقعات إلى استمرار تقلبات أسعار الذهب في ظل التطورات الجيوسياسية والاقتصادية، حيث يتحرك السعر العالمي حاليًا عند مستويات الدعم الأساسية قرب 3290 دولارًا للأونصة. إذا تمكن الذهب من اختراق هذا المستوى، فقد يستمر التصحيح إلى مستويات أدنى مما قد ينعكس على السوق المحلي بتراجع إضافي، خاصة إذا استقر سعر الدولار مقابل الجنيه.

من جهة أخرى، فإن شراء الذهب من قبل الصناديق الاستثمارية والبنوك المركزية قد يوفر دعمًا مستقبليًا للأسعار، حيث أفاد مجلس الذهب العالمي بأن صناديق الاستثمار المتداولة شهدت تدفقات إيجابية بمقدار 33.4 طن للأسبوع الثاني عشر على التوالي. عوامل مثل التصعيد الاقتصادي، أو التغيرات المفاجئة في توجهات السياسة النقدية العالمية، قد تدفع أسعار الذهب للارتفاع مجددًا.