«تراجع مثير».. الذهب ينخفض وسط تفاؤل باتفاق تجاري بين واشنطن وبكين

شهدت أسعار الذهب اليوم تراجعًا ملحوظًا بأكثر من 1% مع تصاعد التفاؤل بشأن تحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث تشير تقارير إلى دراسة الصين إعفاء بعض السلع الأمريكية من الرسوم الجمركية، مما ساهم في تعزيز الاستقرار النسبي للدولار الأمريكي ورفع أسواق الأسهم الأوروبية، في حين ظل الذهب يعاني من ضغوط متزايدة نتيجة التطورات العالمية الأخيرة.

تأثير التطورات التجارية على أسعار الذهب

تحظى أسعار الذهب بتأثر كبير بسبب النزاعات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى، خاصة مع التوجه الإيجابي لتحسين العلاقة بين الولايات المتحدة والصين. فقد سجلت أسعار الذهب الفوري انخفاضًا بنسبة 1.5% لتبلغ 3299.69 دولار للأوقية، كما تراجعت العقود الآجلة للذهب إلى 3310.20 دولار. وقد أكد محللون أن الأنباء الإيجابية بخصوص المحادثات التجارية كان لها دور أساسي في الضغط على المعدن الأصفر، حيث من المتوقع أن يؤدي إبرام اتفاق تجاري شامل بين البلدين إلى تقلبات كبيرة في الأسواق العالمية، بدءًا من انخفاض الذهب إلى مستويات 3000 دولار للأوقية أو أقل بحسب تقديرات الخبراء.

دور الدولار الأمريكي في التأثير على سوق الذهب

يشكل الدولار الأمريكي عنصرًا أساسيًا في تحديد أسعار الذهب عالميًا، حيث ارتفع الدولار خلال الساعات الأخيرة، مما أثر بالسلب على أسعار الذهب نتيجة زيادة تكلفة حيازة المعدن النفيس للمستثمرين غير الأمريكيين. الجدير بالذكر أن الدولار كان قد عوض خسائره السابقة بعد التحسن المفاجئ في أسواق الأسهم الأوروبية، وهو ما جاء مدفوعًا بأنباء دراسة الصين لإلغاء بعض الرسوم الجمركية المفروضة. وبحسب المراقبين، فإن أي تحسن مستدام للدولار قد يحد من فرص صعود الذهب على المدى القريب.

أداء المعدن الأصفر مقارنة بالمعادن الأخرى

بينما تراجع الذهب بنسبة كبيرة خلال اليوم، أظهرت المعادن الأخرى أداءً متباينًا، فقد انخفضت أسعار الفضة بنسبة 0.6% لتصل إلى 33.36 دولار للأوقية، كما هبط سعر البلاتين بنسبة 1.2% ليسجل 958.89 دولار، في حين تراجع البلاديوم بنسبة 1.6% ليبلغ 938.78 دولار للأوقية. ومع ذلك، يبدو أن الفضة تتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية، على عكس الحركة السلبية التي شهدتها المعادن الأخرى في الأسبوع الجاري. ورغم ذلك، يبقى الذهب هو المؤشر المفضل لتقييم استقرار الأسواق العالمية، خاصة مع تسجيله ارتفاعًا بنسبة 26% منذ بداية العام.

وفي ضوء المعطيات الحالية، تشير التوقعات إلى استمرار الضغوط على أسعار الذهب نتيجة التفاؤل المتزايد بمفاوضات التجارة الأمريكية الصينية، إلا أن أي تغييرات مفاجئة مثل استئناف النزاع التجاري أو ضعف الدولار قد يعيد الاهتمام إلى المعدن الأصفر، وهو ما يجعل المستثمرين في حالة ترقب دائم حيال المستجدات الاقتصادية العالمية.