«تراجع كبير» في أسعار الذهب عالميًا مع صعود الدولار وترقب الأوضاع التجارية

تراجعت أسعار الذهب عالميًا بشكل ملحوظ بسبب ارتفاع الدولار الأمريكي وسط ترقب المستثمرين لتطورات النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما أثر بشكل سلبي على أداء المعدن النفيس، إلى جانب توقعات متزايدة بإمكانية تدخل الاحتياطي الفيدرالي بتغيير أسعار الفائدة قريبًا؛ مما أضاف مزيدًا من الضغوط على الذهب.

أسعار الذهب اليوم عالميًا

شهدت أسعار الذهب تراجعًا في التعاملات الأخيرة، حيث انخفضت العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم يونيو بنسبة 1.37%، ليصل سعر الأوقية إلى 3302.80 دولار، بينما سجل السعر الفوري للذهب انخفاضًا أكبر بنسبة 1.8% ليصل إلى 3289.08 دولار. هذا التراجع جاء كمحصلة لتقلبات الأسبوع التي شهدت صعود الذهب إلى مستويات قياسية، إذ تجاوز 3500 دولار للأوقية قبل أن يتراجع بشكل كبير، ويعزى السبب إلى ارتفاع مؤشر الدولار الذي يُظهر قوته مقابل العملات العالمية الأخرى بنسبة ملحوظة بلغت 0.44%، مسجلًا 99.81 نقطة.

علاقة أسعار المعادن الأخرى بمؤشر السوق

لم تقف التقلبات عند الذهب فقط، بل شملت الفضة والبلاتين أيضًا، حيث تراجعت العقود الآجلة للفضة تسليم يوليو بنسبة 0.57% لتصل إلى 33.63 دولار للأوقية، أما معدن البلاتين فقد سجل انخفاضًا بنسبة 0.97% ليصل إلى 965.9 دولار للأوقية. وتأتي هذه التراجعات بالتزامن مع تحركات المؤشرات الاقتصادية الرئيسية وضغوط ارتفاع الدولار، الذي يُعتبر المنافس الرئيسي للمعادن النفيسة باعتباره مخزنًا آمنًا للقيمة لدى المستثمرين، خاصة في أوقات التوتر الاقتصادي والجيوسياسي.

توقعات أسعار الذهب والنزاع الاقتصادي

تلعب العلاقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين دورًا كبيرًا في تحريك أسعار الذهب والمعادن النفيسة عالميًا، إذ طالبت الصين واشنطن بإلغاء كافة التعريفات الجمركية الإضافية التي تم فرضها على وارداتها، وهو ما أشعل التكهنات بشأن مستقبل العلاقات التجارية، بينما أكدت الحكومة الصينية أنها لم تدخل في محادثات فعلية مع نظيرتها الأمريكية، ما يزيد من عدم اليقين في الأسواق. وقد أثر هذا التوتر بشكل مباشر على تقلبات أسعار الذهب؛ حيث ينتظر المستثمرون الموقف النهائي للاحتياطي الفيدرالي بخصوص أسعار الفائدة، والتي يمكن أن تقدم دعمًا أو ضغطًا إضافيًا على أسعار الذهب في المستقبل.

في النهاية، تبقى توقعات أسعار الذهب مرهونة بالعوامل الاقتصادية والجيوسياسية العالمية، إضافة إلى السياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى، وهو ما يجعل المتابعة الدقيقة للتطورات الإقليمية والدولية أمرًا ضروريًا للمستثمرين الراغبين في دخول سوق الذهب، الذي يُعد ملاذًا آمنًا ولكنه في الوقت نفسه عرضة لتقلبات شديدة.