«انخفاض مفاجئ».. أسعار الذهب تتراجع مع تهدئة التوترات بين الصين وأمريكا

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا اليوم، مدفوعة بعامل رئيسي جديد وهو الدراسة التي تجريها الصين بشأن تعليق الرسوم الجمركية على بعض الواردات الأميركية، مما أثر على مكانة المعدن النفيس كملاذ آمن للمستثمرين. يأتي ذلك في سياق المتغيرات الاقتصادية العالمية، وخاصة التوترات التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين على مستوى العالم.

انخفاض أسعار الذهب: الأسباب الرئيسية

تراجعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.8% لتسجل 3322.36 دولار للأوقية، في حين انخفضت العقود الآجلة للذهب للأشهر القادمة بنسبة 0.5% لتبلغ 3332.90 دولار. بحسب محللي الأسواق، فإن القرارات الصينية الأخيرة، المتعلقة بتخفيف الرسوم الجمركية على الواردات الأميركية، دعمت توجهات المستثمرين نحو خيارات استثمار أخرى أقل ارتباطًا بالملاذات الآمنة.
وقال المحلل الاقتصادي لدى شركة IG، “يب جون رونغ”، إن أي تراجع في الرسوم الجمركية يمكن أن يُفسر كخطوة إيجابية نحو تهدئة التوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة، وهو ما يؤدي إلى سحب السيولة من المعادن النفيسة؛ حيث يتحول المستثمرون إلى أصول تتمتع بمخاطر أعلى ولكن عوائد أفضل.

القرارات الجمركية الصينية وتأثيرها على الأسواق

أعلنت الحكومة الصينية خططًا للإعفاء الضريبي على بعض السلع الأميركية المستوردة، والذي يقدر بـ 125% على بعض الواردات، ما يشكل علامة واضحة على محاولاتها لإعادة التوازن للاقتصاد في ظل التوترات التجارية؛ إذ طالبت السلطات الصينية الشركات المحلية بتحديد السلع المؤهلة للإعفاء. تشير هذه الإجراءات إلى حرص بكين على تقليل التأثيرات السلبية للحرب التجارية على السوق الداخلية وتعزيز اقتصادها المتباطئ، خاصة في ظل تباطؤ معدلات النمو العالمية.
يُتوقع أن تسهم هذه القرارات في تحسن طفيف في العلاقات التجارية بين العملاقين الاقتصاديين، ما قد يدفع بتعديل في سياسات التداولات العالمية، بالإضافة إلى تأثيره المباشر على أسواق الأسهم والسلع.

تأثير التوترات التجارية العالمية على الذهب

تُعد التوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين أبرز العوامل المؤثرة في أسعار الذهب في السنوات الأخيرة، حيث يتجه المتداولون عادة إلى الاستثمار في الذهب كملاذ آمن وسط الأزمات. مع بداية الإشارات التي تدل على تخفيف حدة الصراع التجاري أو انفراجة محتملة، يتراجع الطلب على المعادن النفيسة بشكل واضح.
هذا التغير له علاقة مباشرة برغبة المستثمرين في استكشاف أسواق بديلة تحقق عائدات أعلى مثل الأسهم أو العملات الرقمية. كما يواكب هذا الانخفاض في الأسعار مخاوف بشأن ضعف الطلب الفعلي على الذهب، وخاصة في الأسواق الكبرى مثل الهند والصين، المصدر الأول للطلب على المعدن.

من المتوقع أن تستمر الأسواق في حالة من التذبذب حتى تتضح تفاصيل أكثر حول الخطوات المستقبلية لكل من الولايات المتحدة والصين، ومن ثم يعود للذهب موقعه كمؤشر ثقة قوي وسط عدم استقرار الأسواق المالية. لذا، يُنصح المستثمرون بمتابعة الأوضاع عن كثب لاختيار التوقيت الأنسب للاستثمار في هذا المعدن.