«صدمة كبيرة» أسعار النفط تواصل الانخفاض وتتجه لتكبد خسائر أسبوعية

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا محدودًا خلال تداولات الجمعة، وسط توقعات متباينة بشأن تأثير زيادة الإمدادات العالمية وإمكانات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، بالإضافة إلى الترقب بشأن مستقبل الرسوم الجمركية الأمريكية. ورغم ارتفاع الأسعار بشكل طفيف، إلا أن الخامين القياسيين يتجهان لتسجيل خسائر أسبوعية ملحوظة بسبب عوامل اقتصادية وجيوسياسية تهدد استقرار الأسواق.

أسعار النفط اليوم وتأثير الكلمة المفتاحية

سجلت أسعار العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا بمقدار 43 سنتًا ليصل السعر إلى 66.97 دولار أمريكي للبرميل، بينما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط بمقدار 42 سنتًا، مسجلة 63.21 دولار، ورغم هذه الزيادات، فإن أسعار النفط تتجه نحو تسجيل خسائر أسبوعية بنسبة 2% لخام برنت، و2.9% لخام غرب تكساس، مما يعكس تأثير العوامل الجيوسياسية والتجارية على أداء الأسواق.

المخاوف بشأن الطلب العالمي على النفط أدت إلى تراجع الأسعار بشكل ملموس خلال هذا الشهر، حيث تباطأ النشاط الاقتصادي العالمي بسبب الرسوم الجمركية المفروضة من الإدارة الأمريكية، والإجراءات الانتقامية التي شنتها عدة دول منها الصين، وهو ما أثر سلبًا على الطلب الكلي على الطاقة، كما أن هذه التوترات الجيوسياسية أسهمت في إثارة قلق المستثمرين والمضاربين في سوق النفط.

كيف تؤثر الرسوم الجمركية على أسعار النفط؟

الرسوم الجمركية تُمثل تحديًا كبيرًا للأسواق العالمية، حيث تؤثر على نشاط التجارة الدولية والصناعات الكبرى التي تعد المستهلك الأساسي للنفط، وقد شهدت الأسواق تأثيرًا مباشرًا من هذه القرارات التجارية التي اتخذتها الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب، كما أن الخلافات مع الشركاء التجاريين مثل الصين دفعت المستثمرين لإعادة تقويم توقعاتهم للطلب على الطاقة في الفترة القادمة

وتتأثر أسعار النفط بالعوامل الجيوسياسية مثل احتمالات التوصل إلى هدنة في الأوضاع بأوكرانيا، حيث تأمل الأسواق بحدوث استقرار سياسي يسهم في تخفيف الضغوط على الإمدادات والعرض العالمي، مما قد يعيد بعض التوازن إلى الأسعار، ومع ذلك فإن المحللين ما زالوا يتوقعون المزيد من التباطؤ في الطلب دون حدوث تغيرات جذرية على الصعيد الاقتصادي.

التوقعات المستقبلية لأسواق النفط

تتجه توقعات الخبراء نحو استمرار التقلبات في أسعار النفط بسبب العديد من العوامل، أبرزها الأحاديث المتداولة حول خفض محتمل للرسوم الجمركية الأمريكية المتبادلة، مقابل محاولات بعض الدول لتعزيز الإنتاج المحلي من النفط لتعويض النقص في الإمدادات، وقد يشهد السوق تعافيًا تدريجيًا إذا تحسنت الظروف العالمية إلى جانب الاستجابة الفعالة لتحديات التغير المناخي التي تلعب دورًا محوريًا في تحول الطلب نحو الطاقة البديلة.

أخيرًا، فإن المتداولين والمستهلكين على حد سواء يترقبون بحذر تطورات السوق وإعلانات الدول المنتجة بشأن الإنتاج والسياسات التجارية، خاصة مع دخول فصل الشتاء الذي عادة ما يؤدي إلى زيادة الطلب على منتجات النفط المكررة لتدفئة المنازل والمرافق.