«صدمة» تراجع أسعار الذهب بأكثر من 1% بسبب «قفزة» الدولار القوية

شهدت أسعار الذهب تراجعاً حاداً خلال تعاملات الجمعة، حيث هبطت بأكثر من 1% مع صعود مؤشر الدولار الأمريكي، وذلك في ظل ترقب أسواق المال لتطورات النزاع التجاري القائم بين الولايات المتحدة والصين. هذه التطورات جاءت وسط دعوات من الصين لإلغاء الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضتها الولايات المتحدة، ما زاد من حالة الغموض حول المستقبل الاقتصادي العالمي.

أسباب انخفاض أسعار الذهب وتأثير الدولار

تراجعت أسعار الذهب في ظل ارتفاع أداء مؤشر الدولار، خاصة مع تسجيل مؤشره زيادة بنسبة 0.44% ليصل إلى 99.81 نقطة، مما أثر مباشرة على قيمة المعادن الثمينة. الجدير بالذكر أن الذهب غالباً ما يرتبط عكسياً مع الدولار؛ حيث يؤدي ارتفاع الأخير إلى انخفاض الطلب على المعدن الأصفر لأنه يصبح أغلى ثمناً للمستثمرين الأجانب. كما جاء الانخفاض في أسعار الذهب بعد تصريحات متضاربة حول المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، حيث أشارت الصين إلى أنها لم تشارك في محادثات نشطة لتفادي النزاعات التجارية، مما دفع المستثمرين للقلق.

تغيرات في العقود الآجلة للمعادن الثمينة

سجلت أسعار الذهب هبوطاً ملحوظاً في العقود الآجلة تسليم يونيو بنسبة 1.37%، لتصل إلى 3302.80 دولار للأوقية. كما تراجعت أسعار البيع الفوري للذهب بنسبة 1.8% عند 3289.08 دولار. ولم يكن الذهب الوحيدة المتأثر بالظروف الحالية؛ حيث انخفضت العقود الآجلة للفضة تسليم يوليو بنسبة 0.57% إلى 33.63 دولار للأوقية، وكذلك البلاتين الذي شهد تراجعاً في سعره الفوري إلى 965.9 دولار. الجدير بالذكر أن هذه الانخفاضات جاءت بعد تسجيل الذهب مستويات تاريخية في وقت سابق تجاوزت حاجز 3500 دولار للأوقية، لكن المخاوف من تحرك الفائدة على الدولار عكست هذا الاتجاه.

توقعات السوق ومستقبل أسعار الذهب

يترقب المستثمرون قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حول مستقبل أسعار الفائدة، حيث صرحت “بيث هاماك”، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، في مقابلة مع “سي إن بي سي” أن البنك قد يلجأ لتحريك الفائدة مع حلول يونيو، شريطة وجود مؤشرات اقتصادية واضحة. إذا تم رفع الفائدة، فقد يعزز ذلك من قيمة الدولار، ما سيؤدي لرؤية المزيد من الانخفاض في أسعار الذهب والمعادن الأخرى، لكن حالة التوتر التجاري قد توفر دعماً نسبياً للمعدن الأصفر كملاذ آمن وسط تقلبات الأسواق.

بناءً على ما سبق، يمكن القول أن الأسواق المالية العالمية تترقب حالياً العديد من المؤثرات الرئيسية التي ستملي اتجاه أسعار الذهب في الأيام المقبلة، خاصة فيما يتعلق بقرارات السياسة المالية والتوترات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى.