«ارتفاع مفاجئ».. هل تعود أسعار الذهب للزيادة مجددًا خلال الأيام المقبلة؟

شهدت أسعار الذهب تقلبات حادة خلال الأيام الماضية مما جذب انتباه المستثمرين حول العالم، حيث وصل سعر الأونصة إلى مستويات قياسية بلغت 3500 دولار أمريكي يوم الثلاثاء قبل أن يتراجع قليلاً إلى 3300 دولار يوم الأربعاء، ويرجع التذبذب في أسعار الذهب إلى العوامل الاقتصادية والسياسية العالمية بالإضافة إلى تصريحات كبار المسؤولين الأمريكيين مثل دونالد ترامب.

أسباب هبوط أسعار الذهب وتأثيرها على السوق

تراجعت أسعار الذهب خلال الأسبوع الحالي نتيجة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي حملت إشارات إيجابية حول التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين، كما تراجع عن نيته إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، الأمر الذي ساعد على ارتفاع طفيف لقيمة الدولار مقابل العملات الأخرى، ومن جهة أخرى، تزامن هذا الانخفاض مع عمليات بيع واسعة من المستثمرين لجني الأرباح خصوصاً بعد صعود أسعار الذهب إلى مستويات غير مسبوقة، وأبرزت التوترات بين الولايات المتحدة والصين دور المعادن النفيسة في لعب دور الملاذ الآمن في أوقات عدم الاستقرار.

ارتباط أسعار الذهب بالأوضاع الاقتصادية والسياسية

تلعب الأوضاع السياسية والاقتصادية دوراً كبيراً في تحديد توجهات أسعار الذهب عالمياً، فمع ارتفاع الدين الأمريكي إلى مستويات قياسية وفرض رسوم جمركية على دول عديدة مثل الصين، تتزايد المخاوف بين المستثمرين حول استقرار الدولار كملاذ آمن، وقد أعرب خبراء الاقتصاد عن قلقهم بشأن تأثير هذه التوترات على السوق، حيث تُشعل سياسات ترامب صراعات داخلية وخارجية مما يخلق حالة من عدم اليقين الاقتصادي، وقد انعكس ذلك بشكل ملموس على أسواق السندات الأمريكية بارتفاع تكلفة الاقتراض للحكومة الأمريكية بشكل كبير.

تأثير سياسات ترامب وأسعار الفائدة على صعود الذهب

تستمر سياسات ترامب في زعزعة استقرار السوق الأمريكي، حيث وصف رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بـ”الخاسر الأكبر”، وطالبه بخفض أسعار الفائدة لتعزيز الاقتصاد الأمريكي، وقد ساهم هذا النوع من التصريحات في اضطراب الأسواق المالية وتأثيرها على المستثمرين الذين يتجهون إلى الذهب كبديل آمن، من جهة أخرى، تتوقع أسواق الخبراء أن يواصل الذهب صعوده بقوة في المستقبل مع استمرار هذه السياسات، وقد يتجاوز سعر الأونصة حاجز 6000 دولار خلال السنوات القليلة القادمة.

بالتالي، ومع مواجهة الاقتصاد العالمي تحديات مستمرة من توترات جيوسياسية وتصعيدات تجارية، سيظل الذهب هو الملاذ الآمن الأول للمستثمرين لحفظ رؤوس أموالهم، مع توقعات تحقيق ارتفاعات إضافية في الفترة المستقبلية.