السعودية: “دهشة ضدّ النسيان” تجربة فنية تستحضر الذاكرة والتراث

تمثل رؤية السعودية 2030 بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله– ظاهرة تنموية استثنائية غيرت واقع المملكة بشكل شامل، فوضعت أسس التطوير الثقافي والاقتصادي والسياحي لتصبح السعودية نموذجًا يحتذى به، حيث جمعت الرؤية بين الأصالة والحداثة لدعم التنوع الثقافي، وتعزيز السياحة، واستثمار الموروث الثقافي الذي يميز المملكة أمام العالم.

التنوع الثقافي في السعودية وفق رؤية 2030

تحول التنوع الثقافي في المملكة العربية السعودية من مجرد موروث إلى علامة فارقة تمثل المجال الذي يحتضن ثراءً حضاريًا فريدًا، فقد ساهمت رؤية السعودية 2030 في تحويل ثقافات مناطق البلاد المختلفة من الشرقية إلى الغربية، ومن الشمالية إلى الجنوبية، إلى فرص اقتصادية وسياحية، حيث تم إنشاء مبادرات ثقافية متنوعة، ومهرجانات تراثية، ومتاحف عالمية تسلط الضوء على الإرث الحضاري العريق الذي تزخر به المملكة، مما أكسبها هوية قادرة على مخاطبة العالم بلغته، مع الاحتفاظ بطابعها المحلي.

ويأتي هذا النجاح مدعومًا باستراتيجيات مبتكرة تعمل على الدمج بين الهوية الوطنية والانفتاح الثقافي على العالم، لتعزيز السياحة الثقافية التي تلعب دورًا محوريًا في تحقيق التنمية المستدامة، حيث أصبحت الثقافة في السعودية ليست حكرًا على النخب أو مجرد شعارات تقليدية، بل واقعًا حيًا يتعايش معه جميع الأفراد والزوار.

السياحة السعودية وتجربة لا تُنسى

السياحة في السعودية ليست مجرد رحلة عابرة بل تجربة مليئة بالإبهار تمتزج بالتاريخ والطبيعة والثقافة، فمن مدائن صالح في العُلا التي تعتبر شاهدًا حضاريًا مرموقًا، إلى قرية رجال ألمع في أبها التي تمثل نموذجًا للتراث العمراني، تقدم المملكة تجارب لا تُنسى للزوار. وقد شهدت السياحة في السعودية قفزة نوعية بفضل المشاريع الكبرى ومبادرات دعم السياحة الداخلية والخارجية، ووفقًا للإحصائيات، استقبلت المملكة أكثر من 21 مليون سائح في عام 2024 تمتعوا بتجربة متنوعة تتراوح بين استكشاف الوديان الصحراوية والمناطق الجبلية.

وكان التركيز البارز على تقديم سياحة حية تتفاعل مع الزوار، وتُبرز عمق التراث السعودي، لتتحول المملكة إلى مقصد سياحي عالمي يعرض قصته الخاصة بقالب متجدد ومميز.

السعودية بين الماضي والمستقبل

لا يمكن فصل القفزة التنموية للمملكة عن روح العزيمة والإبداع التي تجسدت في رؤية 2030، فقد منحت هذه الرؤية المملكة ملامح جديدة تجمع بين طموحات الشعب ومعطيات العصر، فبدأت كتابة قصة جديدة عنوانها الابتكار والاستدامة والتنمية المتوازنة، حيث أصبح الإرث الثقافي مادة قابلة للتطور والتقديم بأفضل صورة ممكنة أمام العالم.

من تجربة السائح الذي يتجول بين النقوش الأثرية في العُلا إلى تذوق أطباق سعودية شعبية في قرى تقليدية، تعكس المملكة التلاحم المثالي بين ماضيها وحاضرها، ما يجعلها تشكل نموذجًا عالميًا فريدًا تستلهم منه الدول الأخرى رؤى البناء والتطوير.