15% من مبيعات الذهب في دبي تتركز بين 500 إلى 1000 جرام

شهدت أسواق الذهب اهتمامًا متزايدًا من قبل فئات متعددة من المستثمرين والعملاء في دولة الإمارات والعالم، حيث اتجه المستهلكون نحو شراء السبائك الذهبية بمختلف أحجامها، ما يعبر عن تنامي الثقة بالذهب كأداة استثمارية وآمنة، في ظل حالة من التقلبات الاقتصادية والاضطرابات المحيطة بالأسواق العالمية، ليصبح الذهب ليس فقط وسيلة للزينة بل أيضًا خزينة قيمة.

أسباب تزايد الطلب على الذهب في الإمارات

صرّح توحيد عبدالله، رئيس مجلس إدارة «مجموعة الذهب والمجوهرات» في دبي، بأن الذهب يمثل ملاذاً آمناً وسط التقلبات، حيث يتزايد الإقبال على شراء السبائك الذهبية من قبل شرائح مختلفة، خاصة السبائك الصغيرة مثل 10 و5 جرامات وصولًا إلى 100 جرام، بينما يتجه من لديهم دخل أكبر لشراء سبائك من وزن 500 جرام وحتى 1000 جرام، ويمثل هذا الطلب نحو 15% من إجمالي المبيعات، وقد أشار عبدالله إلى أن المستثمرين يتجهون إلى الذهب رغم التغيرات السعرية والاضطرابات على مستوى السوق، معتبراً الذهب “زينة وخزينة”.

ووفقاً لتحليل السوق، شهدت مبيعات المشغولات الذهبية تراجعاً بنسبة 10% بين يونيو 2024 ومارس 2025، نتيجة لارتفاع الحذر لدى المستهلكين الآسيويين، الذين يمثلون 50% من إجمالي المشترين، إلا أن استقرار الأسواق عادةً ما يؤدي لانتعاش الطلب واتخاذ قرارات الشراء المؤجلة.

أنماط شراء الذهب وأهداف المستثمرين

يتنوع المشترون بين من يهدفون إلى الادخار ومن يهدفون إلى الاستثمار أو حتى المضاربة، فالمستهلكون الرقميون يختلفون عن التقليديين، حيث لا يتأثرون بشكل كبير بتقلبات الأسعار، ويعتبر الاستثمار في الذهب مناسباً طوال العام إذا كان بغرض الادخار، أما المضاربون فيُحذرهم الخبراء من المخاطر العالية لهذا النمط، حيث يمكن أن يؤدي إلى خسائر مالية وديون متراكمة.

وأكد عبدالله أهمية المحافظ الاستثمارية في أسواق الذهب، حيث تضاعفت النسبة المئوية لاستثمارات الذهب في المحافظ الاستثمارية العالمية من 1% إلى 3% قبل خمسة عشر عاماً إلى مستويات تراوحت بين 5%-10% في السنوات الأخيرة، وهذا يدل على مكانة الذهب كأداة استثمار بعيدة المدى بفضل استقرار قيمته، مع مراعاة الاتجاه نحو تصفية الاستثمارات لتحقيق أرباح دورية.

تحليل أسعار الذهب واستشراف المستقبل

تستقر أسعار الذهب في الإمارات حالياً عند مستويات جيدة، حيث يبلغ سعر غرام الذهب عيار 24 قيراطاً 402.50 درهم، بينما تتراوح أسعار عيارات الذهب الأخرى بين 305 دراهم و371 درهماً، فيما شهد المعدن النفيس انتعاشاً عالمياً بعد سلسلة من التراجعات، متجاوزاً 3338 دولاراً للأونصة في الأسواق الفورية، وسط توقعات بارتفاع السعر إلى مستويات قياسية جديدة تصل إلى 4000 دولار في عام 2025.

دولة الإمارات تُعد رائدة في تقديم خدمات تنافسية في تجارة الذهب والمجوهرات، حيث يجذب السوق المحلي العملاء بفضل الجودة العالية والسعر التنافسي وخدمات ما بعد البيع، مما يعتبر محفزاً رئيسياً لاستمرار الطلب المرتفع على الذهب، سواء كزينة أو كخيار استثماري يضمن العوائد على المدى الطويل.