أول كلية تعليم معماري تحتفل بخمسين عامًا من الريادة والتميز

كلية العمارة والتخطيط بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تمثل علامة فارقة في مسيرة التعليم المعماري بالمملكة العربية السعودية، حيث تأسست في عام 1975م، وكانت بداية انطلاقتها قسمًا للعمارة في جامعة الملك فيصل بالدمام (حالياً جامعة الإمام عبدالرحمن)، قبل أن تتوسع لتشمل أقساماً عدة مثل التخطيط وتقنية البناء وعمارة البيئة والتصميم الداخلي، مع افتتاح فرع حيوي للطالبات في 1982م، ما جعلها من بين المؤسسات التعليمية ذات الريادة في المملكة ومنطقة الخليج العربي.

تطور التعليم المعماري في كلية العمارة والتخطيط بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل

يعد تاريخ كلية العمارة والتخطيط بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل نموذجاً واضحاً لتطور التعليم المعماري من مجرد قسم بسيط قائم عام 1967م في جامعة الملك سعود إلى كلية مستقلة ومتخصصة ابتعدت عن التبعية لكلية الهندسة، حيث فرضت الأخيرة قيوداً وفلسفات تربوية محدودة على التعليم المعماري، وهو ما لم يكن متاحاً حتى في جامعات أخرى داخل المملكة وخارجها؛ لهذا الاستقلال الأكاديمي كان الدور الأبرز في السماح للكلية بتطوير برامج تعليمية متكاملة وجادة، مميزة عن المراحل السابقة التي كانت تعاني فيها أقسام العمارة من قلة الاعتراف والاهتمام الأكاديمي. الرواد الأوائل أمثال الدكتور أحمد فريد مصطفى، أول عميد للكلية، كانوا قادة لنهج تعليمي يقوم على المهنية والاستقلالية، وجاء تأسيس الكلية بالتزامن مع تأسيس الجامعة ذاتها في بيئة عمرانية تشهد تحولات عميقة مثل إنشاء صندوق التنمية العقاري ووزارة الشؤون البلدية والقروية، ودخول عصر التخطيط العمراني في المدن السعودية، وهو ما خلق دافعاً قوياً لبناء مؤسسة تعليمية معمارية قادرة على التوسع والتعليم المعماري العصري.

البيئة التعليمية والبرامج الأكاديمية في كلية العمارة والتخطيط بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل

تميزت كلية العمارة والتخطيط بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل ببيئة تعليمية حيوية قائمة على التنافسية العالية والالتزام الصارم بالمواعيد وتسليم المشاريع ضمن الوقت المحدد، حيث كان التأخر ولو لساعات قليلة يعني خسارة الفصل الدراسي بأكمله؛ ما غرس في نفوس الطلاب ثقافة الجدية والانضباط. من أبرز السمات التعليمية كان تنظيم “محاضرات الثلاثاء” التي جمعت بين الطلاب والأساتذة والمحاضرين المحليين والدوليين، مما أضفى أجواءً أكاديمية محفزة ومتميزة. كما ساعد التعاون الأكاديمي مع جامعة رايس الأمريكية في تطوير مناهج الكلية التي جمعت بين المفاهيم التقنية والفلسفية في التعليم المعماري، مما رفع مستوى البرامج إلى مواكبة المعايير العالمية. إضافة إلى ذلك، شهدت الكلية خطوة جريئة بإنشاء قسم خاص بالعمارة الداخلية للطالبات، الذي تطور لاحقاً إلى كلية مستقلة للتصاميم، مما يعكس الرؤية الحازمة للجامعة في تمكين المرأة في قطاع التعليم المعماري على الرغم من التحديات الفكرية والسياقية في تلك الفترة.

  • تأسيس أول كلية عمارة مستقلة في السعودية عام 1975م
  • افتتاح فرع التعليم المعماري للطالبات في 1982م
  • التعاون مع جامعات عالمية مثل جامعة رايس لتطوير المناهج
  • تنويع جنسيات الأساتذة لتعزيز الخبرات المتعددة
  • بيئة تعليمية تنافسية تركز على الالتزام والجدية

دور كلية العمارة والتخطيط بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل في رسم مستقبل التعليم المعماري في المملكة

تجسد كلية العمارة والتخطيط بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل نموذجاً تعليمياً رائداً لا يقتصر على مجال العمارة فحسب، بل يتعداه لبناء مؤسسة تعليمية مستقلة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، والتميز الأكاديمي والقدرة على التجديد والابتكار. فتأسيس قسم مخصص للتعليم المعماري للنساء خلال فترة اتسمت بالتحديات الفكرية والاجتماعية كان إنجازاً كبيراً مهد الطريق أمام أجيال متعاقبة من الطالبات. وأدى هذا البناء المؤسسي والتميز في التعليم إلى سد الفجوة الكبيرة التي كانت تعانيها البيئة المهنية العمرانية السعودية، ما وضع الكلية في موقع متميز على مستوى المؤسسات العربية والعالمية، حيث استطاعت أن تتخطى الكثير من المحظورات لتصبح قطباً تعليمياً معمارياً مستقلاً ومتخصصاً ومبتكراً.

العام الحدث الرئيسي
1967 تأسيس قسم العمارة في جامعة الملك سعود
1975 تأسيس كلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك فيصل بالدمام
1982 افتتاح فرع التعليم المعماري للطالبات
1980يات التعاون مع جامعة رايس الأمريكية لتطوير المناهج